دلالة الألفاظ وتطورها في دائرة الحلال والحرام
د. يحيى محمود سالم التلولي | Dr. Yahya Mahmmoud Salem Tlouli
24/12/2022 القراءات: 906
دلالة الألفاظ وتطورها في دائرة الحلال والحرام
بقلم/ د. يحيى محمود التّلولي
لا شك أن أي لفظ من الألفاظ في أصل دلالته وُضِعَ للدلالة على معنى واحد، ولكن هذا لا يعني بقاء هذا اللّفظ في حالة من الجمود مقتصرا على تلك الدّلالة أو ذاك المعنى، فاللّفظ يظل قابلا للتّطور، واستيعاب دلالات ومعانٍ أخرى لعوامل كثيرة لها تأثيراتها في ذلك، مثل: البيئة، والتّطور العلمي، والتّقدم التّكنولوجي، والمقام الاجتماعي، وغير ذلك.
ولكن للأسف الشّديد، نجد بعضا من مشايخنا يقحم ألفاظا في دائرة الحلال والحرام، وما كان ينبغي لهم ذلك، فيصدرون أحكاما على كثير من الألفاظ، فيقولون: هذا لفظ حرام، وذاك لا يجوز، معتمدين على أصل وضع اللّفظ دون النّظر لتطور دلالات هذا اللّفظ أو ذاك، وبعدم الأخذ بعين الاعتبار العوامل التي سبق ذكرها، وغيرها.
ومن أمثلة ذلك، ما يتردد على ألسنة النّاس: الله يخليك. فيرى بعض مشايخنا أن استخدام هذا اللّفظ لا يجوز؛ لأنه بمعنى: الله يتركك؛ لأن أصل التّحلي: التّرك. وهنا لا بد أن نوجه لمشايخنا بعض الأسئلة؛ لنستوضح الأمر: هل بقي اللّفظ على حالته دون تطور واستيعاب دلالات أخرى؟ هل قصد النّاس بقولهم ذلك هذا المعنى (الله يتركك)؟
لهذا يمكن القول أن اللّفظ هذا تطورت دلالاته، وفي الوقت نفسه لم يقصد النّاس معنى (الترك)، وإنما يقصدون معنى (البقاء).
كما أننا لا بد أن نذكر مشايخنا، فنقول: لولا تطور دلالة الألفاظ، لما تطورت اللّغة ونمت، ولما كُتبَ لها الحياة والبقاء، بل لماتت واندثرت، وأصبحت أثرا بعد عين.
دلالة- الألفاظ- دائرة- الحلال- الحرام
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع