مدونة ياسر جابر الجمال


مسارات حركة التجديد في الشعر الحديث2

ياسر جابر الجمال | Yasser gaber elgammal


30/01/2024 القراءات: 144  





تبع المقال السابق. ....

هذا التأسيس المعرفي يرتكز على مراحل تاريخية- من حيث الشكل والمضمون-، كانت بدايتها في شعر المولدين، والعصور العباسية، ثم تلى ذلك الموشحات الأندلسية، وكانت الأحياء والبعث بمثابة ثورة جديدة على الموروث التقليدي، ثم كانت جماعة الديوان، ثم كانت جماعة أبوللو والاعتداد بالوجدان والخيال في التجربة الإبداعية، ثم كانت الحداثة ، وروادها في النصف الأول من القرن العشرين، من خلال السياب، ونازك الملائكة وغيرهم.
ووفق ذلك، فإنه يمكننا القول: بأن الشعر السكندري جزء من حركة الشعر العربي في النصف الثاني من القرن العشرين؛ لذلك يخضع لعوامل التجديد والتطوير التي جرت على القصيدة العربية ، فقد " شهدت الحركة الشعرية في مدينة الإسكندرية – في الآونة الأخيرة – نشاطًا واضحًا يتجلى في حضور مجموعة من الأصوات المتميزة التي تتواصل عبر أجيال مختلفة، كما يتجلى في عدد غير قليل من الإصدارات الشعرية المتتابعة، وعلى الرغم من صعوبة الفصل بين حركة الشعر في الإسكندرية والمشهد الشعري المصري المعاصر إلا أننا نستطيع أن نضع أيدينا على بعض الملامح العامة التي يتميز بها الشعر في الإسكندرية، ومنها ما نلحظه من "تمايز" بين الأجيال حيث اكسب كل جيل تجاربه بعض "الخصوصية" فجيل الرواد – مثلاً – سعى إلى المحافظة على الإطار العمودي أساسًا وأخلص له وإن كان بعض شعرائه لم ينعزلوا عن حركة التطور والتجديد فكانت لهم تجاربهم في كتابة قصيدة التفعيلة على نحو ما نجد عنده عبد العليم القباني، بل إن منهم من شارك في ريادة الشعر الحر كمحمد الفيتوري وكمال نشأت اللذين تركا الإسكندرية في سن مبكرة وأبدعا معظم شعرهما خارجها ... ومثل أحمد مرسي الشاعر والفنان التشكيلي الذي يعده إدوارد خراط من رواد الشعر الحر والذي يعيش الآن في نيويورك ... ونلاحظ أن أجيال الشعر التالية تتلاقى مع "التصنيف" العام للأجيال المعاصرة، فثمة تقابل بين جيل الستينيات هنا وهناك، كما أن جيل السبعينيات يناظر الجيل الثالث من شعراء الإسكندرية، والمناظرة هنا تشمل الإطارين الفني والزمني"( ‏).


التجديد .. حركة التجديد


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع