مدونة سيف بن سعيد العزري


نموذج لعلماء بلغوا درجة الاجتهاد المطلق

سيف بن سعيد العزري | SAIF BIN SAID ALAZRI


10/07/2023 القراءات: 480  


"إنّ أعلى المقامات العلميّة أن يصل طالب العلم إلى درجة الاجتهاد الذي هو "بذل الوُسع في نيل حكم شرعي عملي بطريق الاستنباط"، بحيث يستنبط الأحكام الشرعية من أدلّتها الشرعية، و ‫#الإمام_أطفيّش‬ قد بلغ هذه المرتبة باقتدار، علِم ذلك من نفسه، وعلِمه مَنْ عرفه.
علِم ذلك من نفسه، فقال: "وقد كنت أجتهد بالقياس على أصل أمامي، ولا أكاد أصيب إلا قولاً يوافق ما قلت، والحمد لله، ثمّ انتقلت عن هذه الدرجة إلى ما فوقها والحمد لله"، كما أنّه يقول في إحدى رسائله: "ولكما الآن - والحمد لله الرحمن الرحيم - من تفسير المذهب ما يغنيكم - إن شاء الله - عن تفسير غيره، فإن ذكرت مذهبهم (يعني مذهب غير الإباضية) فإمّا لأردّه وإمّا لأنّه حق، وقد اعتقدناه قبل أن نراه لهم، ولست مقلّداً لأحد".
كما كان يشير في ثنايا تآليفه بأنّه قد اجتهد في مسألة ما ورأى فيها كذا، فمن ذلك قوله: "والذي أختاره بعد استفراغ الوسع أنّ كلّا من التولية والإقالة بيع، سواء كانت التولية لغير البائع أو للبائع، وسواء كانت الإقالة لغير البائع أو له"، وقوله: "وقد كنت أضعّف هذا القول، ثم ألهمني الله الرحمن الرحيم وجهه بعد إفراغي الوسع، والحمد لله، ...، هذا ما ظهر لي".
وأحياناً كثيرة يذكر بأنّه قال بكذا باجتهاد ثم رآه رأياً لغيره، فمن ذلك قوله في مسألة الإنفاق على الحامل حتى تضع: "وإن مات في بطنها فلا تتزوج حتى تضعه، وتنفق حتى تضعه ولو مات في بطنها لقوله تعالى: ﴿‌وَأُو۟لَٰتُ ‌ٱلۡأَحۡمَالِ ‌أَجَلُهُنَّ أَن یَضَعۡنَ حَمۡلَهُنَّۚ﴾، وقوله تعالى: ﴿‌فَأَنفِقُوا۟ ‌عَلَیۡهِنَّ ‌حَتَّىٰ ‌یَضَعۡنَ ‌حَمۡلَهُنَّۚ﴾، كذا كنت أقول باجتهادي، ثم رأيت الحطّاب من المالكية، قال: فإن مات في بطنها فلا تحل إلا بخروجه، وهو في معنى ما ذكرته"، وقوله: "وهو ممّا وُفّقت لاستخراجه، ثم رأيته لبعض".

*تخريج الفروع على الأصول عند الإمام محمد بن يوسف أطفيّش، لسيف بن سعيد العزري.


الاجتهاد المطلق، الإمام أطفيش


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع