قراءة وتدبر في الأبعاد الحاكمة لأداء مؤسسات التعليم العالي
حسين سالم مرجين | Hussein Salem Mrgin
15/04/2023 القراءات: 391
لقد اِطَّلَعتَ على مقالة الصديق بروفيسور معتز خورشيد وزير التعليم العالي المصري السابق، والزميل في المؤسسة العربية العالمية لتطوير التعليم، وهو شخصية مفكرة وتحليلية؛ فجل مقالاته تحمل في داخلها معاني وقيم، فتقرع رؤوس قرعًا حتى لا تظل في الرمال، بالتالي فهو قادر على فهم وتقدير مختلف الأمور، حيث طرح في مقالته المتميزة والمعنونة " فى شأن إتاحة التعليم العالى فى مصر" أفكار مهمة عن الأبعاد الحاكمة لأداء مؤسسسات التعليم العالي، وهي أبعاد رآها الكاتب بالبصيرة متاحة له، حيث حددها في سبعة أبعاد رئيسة وهي :
1. جودة وتميز المؤسسة التعليمية، وتمايزها عن أقرانها، ومدى فاعلية تحقيق توجهات خططها الاستراتيجية.
2. إنتاج المعرفة ونشرها وتطبيقها من خلال البحث العملي والتطوير.
3. دور الجامعات فى مجال خدمة المجتمع وتنمية البيئة والتنوير المجتمعى بوجه عام.
4. عدالة التعليم العالى وديمقراطيته، وتكافؤ فرص إتاحته، واستدامة العملية التعليمية مدى الحياة، وهو يُمثل البعد الاجتماعى للتعليم العالى.
5. تعظيم مساهمة الجامعات فى بناء رأس المال البشرى الوطنى، وتطوير شخصية الخريج وتنمية مهاراته وجداراته وقدراته المعرفية من أجل دعم أسواق العمل الحديثة.
6. مواكبة منظومة التعليم العالى لعصر الحداثة والمعرفة، وثورة العلوم والتكنولوجيا بالألفية الثالثة.
7. ما تحققه مؤسسات التعليم العالي من معدلات إتاحة، ومُجمل ما تستوعبه من خريجى المرحلة الثانوية.
وملخص هذه الأبعاد يكمن حسب وجهة نظر بروفيسور معتز في "الجودة والإنتاج المعرفى والإتاحة والعدالة والمواءمة والاستدامة والمصداقية".
في الحقيقة أجزم بأنه لا يكفي أبداً أن يتم انتاج الأفكار، كما يقول مالك بن نبي إنما يتوجب "توجيهها لدورها الاجتماعي المتحد" وهذا ما دفع بالصديق بروفيسور معتز لكتابة مقالته المذكورة، وهي أيضا غاية هذه المقالة، حيث تعلمت بأن الحديث إن لم يزد على العقل المرء فإنه يعد من الفُضُول.
إذن على القارئ بعد أن أحاط بهذه الأبعاد أن يدرك حاجة مؤسسات التعليم العالي الليبية إلى التدبر والتفكير في هذه الأبعاد الحاكمة للأداء، فالجامعات الليبية الحكومية التي تجاوزت 25 جامعة، فضلا عن عدد من الجامعات الخاصة المعتمدة وغير معتمدة، وكذلك العشرات من الكليات والمعاهد العليا التقنية والفنية كل هذه المؤسسات بحاجة ماسة إلى أن يتم تقييم أداءها وفقا لتلك الأبعاد المهمة، بغية خلق عقلية جديدة في مؤسسات التعليم العالي تقودنا نحو إنتاج العقول والأفكار، وليس إلى إنتاج قوالب جامدة ومتكررة، فمن دون عقل جديد لا يمكن أن يقوم إجتهاد جديد.
ولعلنا نروم من وراء كل ذلك أن نفهم إن تنوع الأبعاد الحاكمة للأداء سوف يُحرك خلايا العقل الراكدة بمؤسسات التعليم العالي الليبية، بحيث لن تكون بعدها كما كانت قبلها، كما سيمكن المجتمع من زيادة الوعي اتجاه أدوار وأهداف هذه المؤسسات، كما سيدفع في الوقت نفسه الجهات الرقابية من إدراك ما يُراد بهذه المؤسسات، وبالتالي سيتم توجيهها إلى ما ينبغي أن تكون عليه، وتاسيسًا على ذلك سيكون أمام مؤسسات التعليم العالي الليبية عدد من الخيارات أو المسارات ممكنة التحقيق، وربما تتجلى نماذج ناجحة ومتميزة لهذه المؤسسات. وحاصل القول فأن هذا كل ذلك يعني عدم تكرار الأخطاء والإخفاقات.
مؤسسات التعليم العالي - حوكمة أداء مؤسسات التعليم العالي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة