مدونة د. أسماء صالح العامر


🗓️ ماكان عليه أسلافنا 🗓️

د. أسماء صالح العامر | Asma saleh Al amer


23/10/2024 القراءات: 37  


🗓️ ماكان عليه أسلافنا 🗓️

💬 في محذورات نية التعليم قال الإمام النووي - رحمه الله - :

(ولا يشين المقرئ إقراءه بطمع في رفق يحصل له من بعض مَنْ يقرأ عليه، سواء كان الرفق مالاً، أو خدمةً وإن قلَّ، وإن كان صورة الهدية التي لولا قراءته عليه لما أهداها إليه).

🏷️ ولا يشين المقرئ :
أي لا يشوه المقرئ إقراءه ، ولا يعيب ولا يدخل القبح على إقرائه

🏷️ بطمع : بسبب الطمع ، (هنا الباء سببية).

🏷️ في رفقٍ يحصل له من بعض من يقرأ عليه :
في إعطاء، في عطية تحصل له من طلابه سواءٌ كان الرفق مالاً أو خدمةً فيقرئ ؛
فقط لكي يأخذ من طالبه مالاً، أو لأن طالبه والده صاحب منصبٍ، أو وزارةٍ، أو وكالة كبرى في البلد ونحوه ،

🏷️ قال : (وإن قلَّ) :

قال الشاطبي-رحمه الله - :

وحمزة ما أزكاه من متورِّعٍ

إماماً صبوراً للقرآن مرتِّلا

⁉️ لماذا قال الشاطبي عن حمزة :
(وحمزة ما أزكاه من متورِّع ) قالوا :
(لأنه طلب من شخصٍ ماءً ، فلما أحضره له قال له :( هل أنت من طلابي؟ قال: نعم، قال : (إذاً لا حاجة لي فيه) ،

هذه زيادةً في الورع ومرتبةً عاليةً، ليس الكل مطالباً بها، لكن هذا فقط من باب ضرب المثال ومعرفة ما كان عليه أسلافنا.

🏷️ قال : (وإن كان على صورة الهدية التي لولا قراءته عليه لما أهداها إليه) :

🎁 مشكلة هدية الطالب للمعلم :

نقول : الأصل في ديننا قبول الهدية، النبي -ﷺ- كان يقبل الهدية، ويثيب عليها-يكافئ من يهديه- ،
والنبي- ﷺ- قال في حديث :
« إنَّما أنا لكم بمَنزِلةِ الوالِدِ، أُعلِّمُكم»،

◼️فالمسألةٌ الأولى :

الإمام النووي-رحمه الله تعالى- هنا علَّق الهدية أنها مقابل الإقراء،

قال : التي لولا قراءته عليه لما أهداها إليه) :
فجعل الهدية عِوضًا الإقراء،

📎 هذه الهدية التي تجعل في النية بعض التلطيخ، وبعض السموم، وبعض الحشوش، وبعض الأشياء التي تدنِّس النية.

◼️المسألة الثانية :
لو انفك قيد الإقراء، فأهدى الطالب لمعلمه،
🖇️ مثلاً :
📎 يوم زواج المعلم أهداه طالبه هديةً
✔️ يقبل ؛ لأن هذه هدية مقابل مودة، ومحبة، وإهداء لزواج.

📎عند النساء في يوم زفاف المعلمة طالبات أهدوها ذهباً، جوالاً آيفوناً، أي شيء،
✔️ تقبل لأن هذه الهدية منفصلة ليست في مقابل الإقراء والتعليم،

🎁 الهدايا التي تكون فيها خطورة بين المعلم والطالب في الصورة التي يطلق عليها : (الورع، وسد الذريعة، والقول التحريم) ،
⬅️ هي الهدية التي تكون بين الطالب والمعلم يملك المعلم نفعًا أو ضرًا للطالب ،

🖇️ مثال :
📎 في الدراسة النظامية ،
المدرِّس يملك الدرجات في امتحانات، في شهادات آخر السنة،

❌ لا يجوز للمعلم أن يقبل هذه الهدية ؛
⬅️ لأن هذه الهدية محفوفة بمخاطر، وتحمل المعلم على الجور، وتحمله على الظلم، لن يعدل، سيعطي هذا الطالب أكثر مما يستحق، وسيتجاوز عن هفواته، وزلاته في الاختبار،

📎 صورة أخرى :

مدرسة ابتدائية لما انتهى طلاب الابتدائية في حفل تخرجهم الصف السادس سينتقلون إلى مدرسة أخرى منفصلة فأهدوا المعلم هديةً يوم حفل التخرج،
✔️ يقبل؛
⬅️ لأنه الآن لا يملك له ضرًا أو نفعًا.

📎 مثال آخر :
مدرِّسات الروضة-ما فيها رسوب كلهم ناجحون-
ففي مثل هذه ، المعلمة لا تملك نفعًا ولا ضرًا ،
✔️ فمثل هذه الهدية لا إشكال فيها.

📎مثال أخير :
امرأة في الدار النسائية تقرئ كبيرات السن، تعلمهم الفاتحة، وقصار السور، وتفسير جزء عمَّ، الجميع ناجحات ويعتبرون هذه المعلمة كابنتهم ،فإذا أهدوها أو أعطوها شيئًا
✔️ تقبل - هذه الهدية غير محفوفة بأي مخاطر-.


سلف- عليه


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع