جعفر الصادق عليه السلام " الإمام الذي مالت إليه القلوب
د. نكتل يوسف محسن | Dr. Naktal yousif mohsen
02/10/2022 القراءات: 1201
يمثل الإمام جعفر الصادق رحمه الله مثال حي من أمثلة ائمة السلف الصالح الذين كسبوا القلوب رغم المرحلة التاريخية الصعبة التي عاشها والاختلاف الفكري والمذهبي التي عاشته تلك الحقبة من تاريخ الأمة الإسلامية، وما ذلك إلا للعمق الاجتماعي والديني الذي تمتع به هذا الإمام الفاضل والرؤية المستنيرة التي تمتع بها من خلال معاصرته لدولتين حملت خلافات بين أفراد في الدولة وشخصيات بارزة من ال علي بن أبي طالب عليهم السلام أجمعين.
ولد الإمام جعفر الصادق لمحمد بن علي بن الحسين بن علي، والذي كان قد تزوج حفيدة الصديق أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق رضى الله تعالى عنه وله في هذا الأمر فخر فانه كان ، يقول : ولدني أَبُو بكر مرتين ذلك إن أمه أم فروة بنت القاسم بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَبي بكر الصديق وأمها أسماء بنت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي بكر الصديق رضي الله عنه عنهم أجمعين، فالتقى نسب الصديق بنسب الكرار لينتج هذه الثمرة البارزة، وكان مولده في المدينة المنورة في 17 ربيع الأول 80 هجرية دار الهجرة وعاصمة الدولة وقبلة طلبة العلم وركيزة العلم .
وكان له من الأولاد محمد وعبد الله واسماعيل وموسى وعلى والعباس وابو بكر وعائشة وأسماء وفاطمة.
تفقه الصادق على من بقي الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين وقد كني أبو عبد الله يروى عن أبيه وعن الصحابة كانس بن مالك وسهل بن سعد وكان من سادات أهل البيت فقها وعلما وفضلا روى عنه الثوري ومالك وشعبة والناس يحتج بروايته وقد اعتبرت حديثه من الثقات عنه مثل بن جريج والثوري ومالك وشعبة وابن عيينة ووهب بن خالد.
قال عنه الذهبي " الإِمَامُ ، الصَّادِقُ ، شَيْخُ بَنِي هَاشِمٍ ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ ، الهَاشِمِيُّ ، العَلَوِيُّ، النَّبَوِيُّ ، المَدَنِيُّ ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ" كما قال عنه أبو حنيفة عنه : " ما رأيت أفقه منه وقد اثر عنه الحكمة والتقوى والزهد ومخافة الله" فيروى ،عن بعض أصحاب جعفر الصادق قال: دخلت على جعفر وموسى بين يديه وهو يوصيه بهذه الوصية، فكان مما حفظت منها أن قال: يا بني أقبل وصيتي وأحفظ مقالتي، فإنك إن حفظتها تعش سعيداً وتمت حميداً؛ يا بني إنه من [قنع بما قسم له استغنى، ومن مد عينيه إلى ما في يد غيره مات فقيراً، ومن لم يرض] بما قسم الله له اتهم الله في قضائه، ومن استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره، ومن استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه؛ يا بني من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته، ومن سل سيف البغي قتل به، ومن احتقر لأخيه بئراً سقط فيها، ومن داخل السفهاء حقر، ومن خالط العلماء وقر، ومن دخل مداخل التهم أتهم؛ يا بني قل الحق لك وعليك، وإياك والنميمة فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال؛ يا بني إن طلبت الجود فعليك بمعادنه، مما يدلل على قيمة هذا الإمام الصالح ،وتوفي في شوال سنة 148 بالمدينة، ودفن بالبقيع في قبر فيه أبوه محمد الباقر وجده علي زين العابدين وعم جده الحسن بن علي، رضي الله عنهم أجمعين، فلله دره من قبر ما أكرمه وأشرفه، فرحمه الله .
جعفر الصادق، الإمام، ال ابي بكر الصديق، النبي،
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف