مدونة دكتور هاني حامد عز الدين السيد


سيمفونية القيادة الفعالة

د. هاني حامد عز الدين السيد | Dr.HANI HAMED EZELDIN ELSAYED


14/04/2024 القراءات: 144  



سيمفونية القيادة
أشار لاو تزي، الفيلسوف الصيني الى ان أفضل قائد هو الذي لا يشعر الناس بوجوده، فالقائد الحقيقي هو الذي يتكلم قليلاً، وينجز اهداف طموحة، وسيقول فريق العمل: لقد قمنا بذلك بأنفسنا، ومن اقوال بونابرت المأثورة -لا تحكم شعبا إلا بأن تريه المستقبل، القائد هو تاجر الأمل، دائما ما كان يظهر ايقونة الاعمال جيف بيزوس -المؤسِّس والرئيس التنفيذي لشركة أمازون- في اجتماعاته بوجود كرسي فارغ لتذكير الموظفين بأهمية فئة العملاء التي لا تحضر هذه الاجتماعات وتمثل محور اهتمام القائد في قطاع الاعمال، ثم استبدال الكرسي الفارغ بموظفين يحملون المسمَّى الوظيفي «Customer Experience Bar Raisers» لذا يمثل بيزوس ونظرائه من كبار رجال الاعمال ايقونات قيادية، بالفعل تتطلب المنظمات العظيمة قادة عظماء، وتدرك أفضل المنظمات أن تنمية المهارات القيادية يجب أن تكون مقصودة ولا تترك للصدفة، فلكي تكون فعالًا، عليك الاستمرار في تطويرها وتكييفها وتقويتها طوال حياتك المهنية، بل كلما اكتسبت مهارة في مجال واحد، ستجد أن هناك المزيد لتتعلمه وتتدرب عليه في مواجهة تحديات جديدة وأدوار أكبر، من هنا تعد القيادة الجوهرة التي تبهر ببريقها كل من يتأملها وايقونة الالهام لكل من يتطلع اليها، فمن يتولَّى القيادة يجب أن يتقمص دوره تقمصا مميزًا، بل ويتوحد معها كتوحد الفنان البارع في تقمصه لاحد الشخصيات، وقد يخلط البعض بين القيادة والإدارة وهذا ما أشارت اليه جريس هوبر بقولها: «أنت لا تدير الناس؛ بل تدير الأشياء. إنما القيادة للأشخاص»، وعلى الرغم مما يقرب من ثلاثة آلاف عام من التأمل وما يزيد على القرن من البحث «الأكاديمي» في القيادة، فيبدو أننا لم نقترب من اتفاق على المعنى الأساسي لها، فضلًا عن إمكانية تعلمها أو قياس تأثيراتها أو التنبؤ بها، ولا يمكن أن يرجع ذلك إلى قلة الاهتمام أو ندرة المواد المتعلقة به؛ فحتى وقت قريب، كان هناك ٥٣١٢١ كتابًا تتناول موضوع «القيادة» معروضة للبيع على موقع «أمازون»، ربما للوصول الى نتيجة مقبولة يمكن ان نضع امام ناظرينا أربعة بدائل رئيسية نستخلص منها مفهوم القيادة وهي القيادة باعتبارها «منصباً وظيفيًّا» ،او كاريزما «شخصية» ،او«نتائج متميزة» ، او مجموعة من «العمليات الفعالة»، عموماً يصل الافراد إلى المناصب القيادية من خلال مسارين هما القائد المُعيَّن الذي تعينه جهات مسؤولة في المنصب القيادي، والقائد الناشئ الذي يبرز من خلال العمليات التي تجري بين أفراد المجموعة أثناء سعيهم إلى تحقيق هدف مشترك، وغالبًا ما يُصبح أفراد المؤسسة الذين يُحسنون الترويج لأفكارهم المتعلِّقة بإنجاز المشاريع هم القادة؛ إذ يُعدُّ الإقناع والإلهام عنصران أساسيان في معادلة القيادة، خاصةً في المؤسسات التي تسمح بمشاركة وتفاعل الموظفين على نطاق واسع، وغالبًا ما يكون للقادة الناشئين نفوذ كبير على زملائهم؛ إذ يعترف بهم أعضاء مجموعتهم ويستجيبون لهم عن طيب خاطر، إنَّ قوة التأثير على الآخرين تنتقل إلى يد الأفراد الذين يمتلكون عناصر القوة (المعرفة والخبرة) والتي يكون فريق العمل بأمس الحاجة اليها من أجل التغلُّب على المشاكل الجوهرية في بيئة العمل ، ومن هنا يبرُز نجم العديد من القادة استجابةً لمتطلَّبات الموقف، إذ تتطلَّب المواقف المختلفة معارف ومهارات وقدرات نوعية، يمكن ان نخلص في نهاية المطاف أن القيادة هي لوحة فنية تتجسد من خلال التأثير،والالهام، وامتلاك مهارات نوعية، لذ يعد القائد الحقيقي منارة يهتدى به في بحر الاعمال المتلاطم الأمواج.



سيمفونية القيادة الفعالة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع