بين يدي "المصابيح في صلاة التراويح" للإمام السيوطي.
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
13/03/2023 القراءات: 970
مضمونه:
مضمون هذا الكتاب هو أنه لم يثبتْ أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى القيام عشرين ركعة. وإنما صلى ليالي صلاةً لم يُذكر عددها.
***
توثيق نسبته:
هو ثابت النسبة، وقد ذكره السيوطي لنفسه في سيرته الذاتية "التحدُّث بنعمة الله" ضمن القسم الخامس من مصنّفاته، وهو ما ألّف في واقعات الفتاوى، برقم (2).
وذكره في ترجمته لنفسه في "حسن المحاضرة" (1/342).
وفي رسالته "فهرسة مؤلفاتي"، وهي الرسالة التي أودعها عناوين المؤلفات التي ارتضاها إلى الممات، ولها نسخٌ، وهو في نسخة تلميذه الشاذلي برقم (53)، وفي نسخة الداودي برقم (55).
وهو [المصابيح] ضمن الفتاوى الحديثية في كتابه "الحاوي للفتاوي"، وهو مشهور ثابت النسبة إليه.
***
تاريخ تأليفه:
ليس في آخره تاريخ، لكنه مؤلفٌ قبل سنة (890).
***
مصادره:
1. الأوائل للعسكري. وكان للسيوطي اشتغال بهذا الكتاب، فقد لخّصه وزاد عليه في كتابه: الوسائل إلى معرفة الأوائل.
2. تخريج أحاديث الشرح الكبير لابن حجر. وهو المعروف بالتلخيص الحبير.
3. تهذيب الأسماء واللغات للنووي.
4. تهذيب الكمال للمزي. وقد تحرَّف "المزي" في طبعة "الحاوي" في المكتبة العصرية (1/538) إلى المزني. وكثيرًا ما تتحرف هذه النسبة إلى المزني، وقد جمعتُ مواضع هذا التحريف في مقال.
5. التوسط للأذرعي.
6. الخادم للزركشي.
7. سنن البيهقي.
8. السنن لسعيد بن منصور.
9. شرح المنهاج للسبكي.
10. شرح المهذب للنووي.
11. صحيح البخاري.
12. الطبقات الكبرى لابن سعد.
13. قواعد الأحكام للعزبن عبدالسلام. وربما كان النقل بواسطة النووي.
14. مسند ابن أبي شيبة.
15. مسند أحمد بن حنبل.
16. مسند عبد بن حُميد.
17. معجم البغوي. وليس النقل في "معجم الصحابة" المطبوع.
18. المعجم الكبير للطبراني.
19. الموقظة للذهبي ولم يصرحْ بالعنوان. وقد نقلَ عنه في موضعٍ آخر من "الحاوي"، وتحرف العنوان إلى: الموعظة.
20. ميزان الاعتدال للذهبي.
***
مِن فوائده:
وصف السيوطيُّ المزيَّ والذهبيَّ بالإمامين المطلعين الحافظين المستوعبين.
ووصف الذهبيَّ بأنه من أهل الاستقراء التام في نقد الرجال.
ووصف ابنَ حجر بشيخ الإسلام.
وفيه ما يدل على أن السيوطي كان يتعهد مؤلفاته فبعد أن قال: "هذا جوابي في ذلك"، قال: "ثم رأيتُ في "تخريج أحاديث الشرح الكبير"...".
***
مخطوطاته:
له مخطوطات كثيرة ضمن "الحاوي".
***
طبعاته:
أُفرد هذا الجزء من "الحاوي" وطبع في لاهور بباكستان عام (1886)، و(1897)، وفي البلاد العربية.
وطبع ضمن "الحاوي" مرارًا.
والطبعة المعتمدة التي سنقرأ فيها طبعة دار اللباب.
***
المؤلفات في صلاة التراويح:
المؤلفات في التراويح كثيرة، ومن العلماء الذين لهم جهد كبير فيها الإمام تقي الدين السبكي فله في ذلك سبعة مؤلفات، قال ابنُه التاج في ترجمته في "الطبقات الكبرى" وهو يعدد مؤلفاته (103/9): "نور المصابيح في صلاة التراويح. ضياء المصابيح. ضوء المصابيح [وتحرف هذا اللفظ في "حسن المحاضرة" إلى المفاليح]. إشراق المصابيح. تقييد التراجيح. ومصنّفان آخران في ذلك، تكملة سبعة".
وجاء في "فتاوى السبكي" (1/155): "للشيخ مصنّفات في صلاة التراويح، أكبرها: ضوء المصابيح في مجلد كبير، والثاني: مختصرات هذا أحدُها [أي إشراق المصابيح]".
وجاء في "مسالك الأبصار" (5/752): "ضوء المصابيح في صلاة التراويح، واختصرَه مرات".
وقد سُئل ابن حجر الهيتمي: ما ملخصُ ما للناس في صلاة التراويح؟ فأجاب كما في "الفتاوى الفقهية الكبرى" (1/195) بقوله: "قد جمع التقيُّ السبكي في ذلك تأليفًا نافعًا سمّاه: "إشراق المصابيح في صلاة التراويح" فانظروه، ولم يمنعني مِن تلخيصه إلا ضيقُ الوقت وكثرةُ الاشتغال، والله سبحانه الموفق".
وقال مرتضى الزّبيدي في «إتحاف السادة المتقين» (3/415): «قد ألف قاضي القضاة تقي الدين السبكي -رحمه الله- فيما يتعلق بتأكيد سُنية صلاة التراويح ثلاث رسائل، أولاها: «ضوء المصابيح في صلاة التراويح» ، وهي في ثمان كراريس، والثانية: «تقييد التراجيح في تأكيد التراويح» كراسة واحدة، والثالثة: «إشراق المصابيح في صلاة التراويح» كراسة واحدة، وقد اطلعتُ على الأخيرين بخطه» .
و"إشراق المصابيح" هي ضمن مجموع له بخطِّه في المكتبة الأحمدية بحلب (رقم 202).
وقد نسب في كتاب "صلاة التراويح" للألباني إلى عبدالوهاب السبكي. والصواب أنه لوالده التقي.
-ومن البحوث المعاصرة الطريفة: التراويح أكثر من ألف عام في المسجد النبوي للشيخ عطية سالم (ت: 1420)، نشر في مجلة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
***
أثرُه فيا بعده:
جاء في «الفتاوى الفقهية الكبرى» لابن حجر (1/ 194):
«(وسئل) نفع الله به هل صحَّ أو وردَ أنه صلى الله عليه وسلم صلى التراويح عشرين ركعة؟».
وكان جواب الشيخ كله من "المصابيح"، ولم يذكره.
***
تنبيه على نقلٍ مختزلٍ:
نقل السيوطي في كتابه هذا عن "شرح المنهاج" للتقي السبكي، وفي هذا الكتاب نقلَ السبكي عن الجُوري من فقهاء الشافعية فقال: "وقال الجُوري من أصحابنا...".
وقد ظنَّ عدد من العلماء والباحثين أن النقل للسيوطي:
قال المباركفوري في "تحفة الأحوذي" (3/440): "قال السيوطي في المصابيح: وقال الجوري من أصحابنا". وتكرر هذا في "مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" لعبيدالله الرحماني المباركفوري، وكتاب "صلاة التراويح" للألباني، وفي التعليق على كتاب "جواهر الدرر في حل ألفاظ المختصر" (2/287).
والصحيح أن يُقال: نقل السيوطي عن السبكي قوله: قال الجُوري...
وقد تحرف "الجوري" إلى "الجوزي" في غير موضع، من ذلك في تحفة الأحوذي (3/440)، وفي مقدمة "تكملة المجموع".
وللجوري ترجمة في «الطبقات الكبرى» (3/ 457).
وجاء في "تحفة الأحوذي" أيضًا (3/446): "قال السيوطي في المصابيح بعد ذكر هذا الأثر: إسناده في غاية الصحة".
وهذا القول والحكمُ للسبكي في "شرح المنهاج" وليس للسيوطي، إنما هو ناقلٌ، فينبغي التدقيق في العزو.
صلاة التراويح. تراث السيوطي.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع