فاعلية المنجز العربي في مشروع تُشُومِسكي اللغوي
ياسر جابر الجمال | Yasser gaber elgammal
06/02/2024 القراءات: 571
..............
وختامًا لذلك، فقد أخذ باحثون لغويون عرب في التنقيب عن أصول نظرية تشومسكي، وبحث مدى نقاط الالتقاء والافتراق بينها وبين الدرس اللغوي لدى العرب، وكان من هؤلاء: أستاذنا الدكتور "عبده الراجحي" ، وأستاذنا الدكتور "تمام حسان" ، الذي وازن " بين نظرية النظم الجرجانية والفكر التشوميسكي، فانتابته حيرة في نهاية المطاف؛ لما وجد من تلاقي الأفكار بين الطرفين، مما أدى به إلى الشك والبحث عن السبب، ففكّر في أنه ربما تأثر تشومسكي بـ"الجرجاني"، باطلاعه على كتابه عن طريق مستشرق يتقن العربية، وكذا أباه الذي ربما يترجم له، يقول في هذا الموقف: "لكنني أشير فقط إلى بعض القرائن التي تدل على التأثر دون النقل، فالذي بلغني عن تشومسكي أنّ أباه من رجال الدين اليهود الذين يعرفون العربية معرفة جيدة، ويعرف أنّ نحو اللغة العبرية قد تمت صياغته لأول مرة في الأندلس الإسلامية على غرار نحو العربية.. ومن هنا لابد أن يكون له إلمام بكتب النحو العربي" ، وإلى ذات النتائج ذهب "محمد حماسة عبداللطيف" وغيره من اللغويون وفق الأسباب التي طرحها "تمام حسان" سابقًا .
وهكذا يمكننا القول في نهاية المقال أن ما من قول إلا وله مستند أو قائل قبله، وله تمثلات في التاريخ، وذلك شأن العلوم.. فليس من الضروري أن يوجد المصطلح بالصورة النهائية التي استقر عليها الآن، فتوجد عديد من القضايا اللغوية والأدبية والفكرية في تراثنا ولكن ليست بالصورة النهائية التي تعرف بها الآن، ومن ذلك النظريات التي توصل لها تشومسكي، فمرحلة تشومسكي هي ما تم الاستقرار عليه في تلك القضية، والمراحل الأولى هي مراحل التأسيس والبدء ، وهذه نقطة منهجية هامة في البحث والتنظير، وهذا بخلاف المنهج التفاعلي الذي تكلمنا عنه، فهذه سياق طبعي في تكوين الأشياء .
نعوم تشومسكي ... المنجز
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة