مدونة حسين سالم مرجين


خربشات عن كارثة إعصار دانيال

حسين سالم مرجين | Hussein Salem Mrgin


11/09/2023 القراءات: 557  


قبل وصول إعصار دانيال الذي ضرب منطقة الجبل الاخضر بليبيا يومي الاثنين والثلاثاء الموافق 10-11 سبتمبر 2023م، خرجت تحذيرات صريحة ومعلنة حول قوة الإعصار، وهذا يعني بالضرورة أن تؤخذ الاحتياطات المهمة حسب كل مدينة من حيث طبيعة جغرافيتها، وحجم سكانها وامتدادها.
حيث كنا نعتقد بوجود مثل تلك الاحتياطات والإجراءات، علاوة على ذلك، فإن الشهادات المرئية لقوة الإعصار في دولة اليونان والتأثير الذي تركه كان من المفترض أن يسهم في زيادة الوعي والإدراك لدي متخذي القرار في الحكومة، والمسؤولين في البلديات بأهمية اتخاذ الاحتياطات الضرورية. ولهذا خرجت تحذيرات وتنبيهات مبكرة من قبل الخبراء الوطنيين حول قوة الإعصار، فكان من المفترض اتخاذ عدد من الاحتياطات اللازمة بغية حماية السكان وفقًا لطبيعة وجغرافية كل مدينة، ولعل أهم تلك الاحتياطات التي كنا نتعقد بأن الحكومة قامت باتخاذها هي :
1. وجود خطط طوارئ محددة لكل مدينة بشأن التعامل مع الإعصار، وتشمل هذه الخطط تحديد المناطق العرضة للخطر، وتحديد المسار المتوقع للإعصار، وتحديد المواقع الآمنة لإيواء السكان المتضررين، فضلا عن أهمية توفير المياه والطعام والأدوية والوقود وتخصيص الفرق والموارد البشرية المطلوبة للتعامل مع الطوارئ.
1. مراعاة الاحتياطات اللازمة حسب جغرافية كل منطقة ومدينة. فمثلا : المناطق الساحلية أو المناطق الواقعة بالقرب من الوديان أو السدود لها تحديات محددة عند تعرضها للإعصار.فمثلا : إخلاء المناطق السكانية المحيطة بالسدود والوديان، نتيجة لتوقع الرياح القوية والأمطار الغزيرة المصاحبة للإعصار، حيث يمكن أن يؤدي إلى خطر الفيضانات وانهيار السدود.
2. تنظيم عمليات الإجلاء المبكرة للسكان المعرضين للخطر في المناطق المتوقع تأثرها بالإعصار. يتضمن ذلك توفير وسائل النقل الآمنة وتحديد المسارات والملاجئ المؤقتة لإيواء السكان.
3. تعزيز المباني والبنية التحتية لتحمل القوى العاصفة. ويشمل ذلك تأمين الهياكل الهشة مثل أبراج الكهرباء والاتصالات.
4. وجود نظام فعال للتحذير المبكر حول مستجدات الإعصار من خلال وسائل الإعلام أوالتطبيقات الهاتفية وغيرها من الوسائل المناسبة.
5. وجود تنسيق فعال بين البلديات والحكومة والمؤسسات ذات الصلة لتنفيذ خطط الطارئة، فضلا عن تقاسم المعلومات الهامة وتنسيق جهود الإغاثة والإجلاء.
وللأسف الشديد فإن كل تلك الاحتياطات المهمة لم نجدها في الأحداث والمشاهدات التي وقعت بمنطقة الجبل الأخضر بشكل عام، ومدينة درنة على وجه الخصوص، بل تم تجاهلها، وهذا الأمر أدى إلى تداعيات كارثية بمدن الجبل الأخضر. مما داعى بلدية درنة تدعو إلى طلب المساعدة الخارجية للتعامل مع الوضع الكارثي وتقديم المساعدة والدعم اللازمين.
في الحقيقة يعكس طلب بلدية درنة طلب المساعدة الخارجية بالرغم من كونه يتعارض مع مبدأ السيادة الوطنية، الوضع الإنساني الكارثي بالمدنية، والخسائر البشرية الفادحة، والحاجة الملحة للموارد والخبرات اللازمة لمعالجة الوضع الراهن.
عموما يمكن رصد عدد من المفارقات المؤلمة والقاسية والمهمة والتي تحتاج إلى تدبر وهي :
• توجد مفارقة بين دور الحكومة في حماية حياة وسلامة المواطنين، وعدم وجود خطط واستعدادات كافية للتعامل مع الكارثة. حيث كان من المفترض أن تمتلك الحكومة القدرة والخبرة للتعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة وحماية المواطنين.
• في حالة عدم وجود خطط واستعدادات مناسبة، يصبح الاستجابة للكارثة الحاصلة أكثر صعوبة وتعقيدًا.
• في الحالات الكارثية الكبيرة، يمكن أن يكون هناك حاجة للمساعدة الخارجية. ومع ذلك، يجب أن تظل السيادة الوطنية والقدرة على اتخاذ القرارات من مسؤولية الحكومة.
• يمكن أن تتسبب غياب خطط الحكومة وعدم التواصل الفعال في زيادة القلق والخوف والاضطراب بين المواطنين. بالتالي تبرز الحاجة إلى وجود قنوات تواصل فعالة مع المواطنين ونشر معلومات صحيحة وشفافة حول الوضع والجهود المبذولة للتعامل مع الكارثة.
هذه المفارقات تبين أهمية التخطيط الجيد والاستعداد المبكر للكوارث من قبل الحكومة والجهات المعنية، بالإضافة إلى ضرورة الشفافية والتواصل المستمر مع المواطنين خلال الأوقات الصعبة.
وأخيرا أسأل الله عز وجل أن يرحم موتانا وأن يلهم أهلهم وذويهم جميل الصبر والسلوان.وأدعو أيضًا إلى أن يمنح الله الحكومة والجهات المعنية الحكمة والقدرة على التصرف بشكل فعال وسريع لتوفير المساعدة والدعم للمتضررين.


ليبيا - اعصار دانيال


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع