هل مات المسرح أم تجاوزه الزمن ؟!!!
ياسر جابر الجمال | Yasser gaber elgammal
25/01/2024 القراءات: 443
سؤال يحتاج إلى إجابة دقيقة ومحددة، إجابة بنعم أو لا.. لا إجابة تفسيرية ولا إجابة تقول أن المسرح موجود ثم تبدأ بتعداد المسارح و المسرحيات التي تنتج!!
اقتصار الكلام على المسرح بذكر عدد المسرحيات التي تنتج أو المسرحيات التي تؤلف أو غير ذلك... إجابة مرواغة وغير محددة حول القضية التي نريد مناقشتها.
أم أن الزمن تجاوز ذلك؟! فأُنتجت فنونا وأساليب جديدة قامت بالدور الذي كان يؤديه المسرح!! لم يعد الناس يفضلون هذا اللون من الفنون، خصوصًا في ظل تدني المستويات من حيث المضمون والعمل على خشبة المسرح .
كان المسرح رئدًا عندما كان هو الملاذ الذي يقدم القضايا الاجتماعية والثقافية وغيرها أمام الجمهور، بلسان كبرائه المبدعين أمثال : "يوسف بك وهبي" و "زكي أفندي رستم" و العملاق "عبدالله غيث " وغيرهم من الرواد... وبمضمون عميق كتبه عظماء كـ : "توفيق الحكيم" و "نعمان عاشور" و "السيد حافظ" .
إن السؤال عن المسرح وغيابه لا يمكن اختصاره في مقالة أو كلمة أو كلمتين، فهناك عوامل عديدة تضافرت على ذلك الأمر، من أمها وعلى رأسها : النصوص الرديئة أو دون المستوى التي تقدم، حتى وصل الأمر إلى حد الابتذال!!.. كذلك الشخصيات التي تقوم بالأداء على خشبة المسرح، فالمستوى في الآونة الأخيرة أصبح يرثى له، أصبح وكأنه حالة من الإسفاف والسماجة التي تجعل المرء لا يتخذ موقفًا من المسرح فحسب، بل يتجاوز الأمر ذلك إلى الكفر بفكرة المسرح من الأساس – إذا ظل المسرح على ماهو عليه -.
المسرح له أصول وثوابت وقواعد، ليس مجرد هواية يمارسها كل من هب ودب أو اعتقد أنه لديه الموهبة لإضحكاك الجمهور.
إضحاك الجمهور نقطة في بحر العمل المسرحي، إلى جانب مئات القضايا التي تتعلق بالمسرح كما علمنا إياها أستاذنا الدكتور : "محمد زكي العشماوي" في كتاباته .
إذا استطعنا ضبط النصوص التي تقدم في كافة المستويات الثقافية، النصوص التي تسهم في بناء الإنسان على كافة المستويات والتي تعلي من شأن القيمة، وإذا تم تنحية الزيف والمصطنع؛ فإننا بذلك نتخذ خطوة على المسار الصحيح .
كذلك فإن اختيار الشخصيات التي لديها الموهبة في هذا المجال، والمثقلة معرفيًا وثقافيًا، تعد خطوة أخرى إلى الأمام في هذا الجانب، بعيدًا عن الركاكة والأسفاف .
من زاوية أخرى يجب أن يكون المسرح نابعًا من البيئة التي ننتمي إليها في كل شيء، بداية من النص ثم كافة القضايا التي شأنها نجاح العمل وانجازه.
لا يمكن أن يكون لدينا مسرح كما نريد أو ننشد ونحن مجرد نقلة!!.. وبعد فترة نستيقظ من سباتنا باحثين عن الإبداع متسائلين: لماذا لا ننجح؟!!
إن مقولة "بيتر بروك" : أن علينا الذهاب إلى القرى والنجوع والكتابة عنها، ليست جديدة علينا، وإنما هي مقولة طالما دعى إليها كثير من كتابنا وأساتذتنا الكبار، ونحن بحاجة إلى تفعيل ذلك في الواقع .
إذا استطعنا تحقيق ذلك.. ففي هذا الوقت يمكن الإجابة عن السؤال المطروح أعلى المقال :
المسرح .. الزمن ...
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
المقال يطرح سؤالًا هامًا حول حالة المسرح وما إذا كان قد مات أم تجاوزه الزمن. لا يمكن الإجابة على هذا السؤال بنعم أو لا فقط، بل يتطلب التعمق في العوامل المؤثرة على المسرح والتغيرات التي طرأت عليه. يشير المقال إلى أن هناك تطورًا في الفنون والأساليب الجديدة التي تعوض بعض وظائف المسرح. تبدو الرغبة في المسرح قد انخفضت، خاصةً في ظل وجود محتوى ضعيف وأداء غير مرضٍ. يشدد المقال على أهمية النصوص الجيدة والأداء المتميز لإحياء المسرح وتفعيله. بالإضافة إلى ذلك، يذكر المقال أن المسرح له أصول وثوابت وقواعد، وأنه يجب أن يتم اختيار الشخصيات الموهوبة والمتعلمة لتنفيذ الأدوار. كما يشدد على ضرورة توافق المسرح مع البيئة المحلية ومع قضايا الجمهور. مع الاهتمام بتلك النقاط وتحقيق التطورات اللازمة، يمكن أن يستعيد المسرح مكانته وأهميته. إذا تم التركيز على النصوص الجيدة والأداء الممتاز وتشجيع الإبداع في المجال المسرحي، فقد يكون هناك أمل في استعادة شعبية المسرح وتفوقه في العصر الحديث. باختصار، المسرح قد تأثر بالتغيرات في الفنون والاهتمامات الجماهيرية، ولكنه لا يزال يحتفظ بقيمته وأهميته. من الممكن إحياء المسرح من خلال التركيز على النصوص الجيدة والأداء المتميز وتوافقه مع البيئة المحلية والقضايا الاجتماعية.