مدونة د. نكتل يوسف محسن


بين house.... و hospital بين الهاوس والهوسبيتل

د. نكتل يوسف محسن | Dr. Naktal yousif mohsen


06/03/2023 القراءات: 629  




من الأمور المضحكة المبكية في حياتنا اليومية أن يعتاد المرء أجواءاً ومرافقاً يفترض أن لا يزورها إلا في مناسبات مُعينة، ولكن حالات الأمراض المزمنة تأبى إلا أن نكون نزلاء شبه دائيميين فيها، تجبرنا على زيارة المستشفى مرتين أو ثلاثة في الشهر في الحالات الطبيعية، والإقامة بها عدة أيام في الحالات الإستثنائية، وهو ما يجعل الإنسان يألف الحياة بها بكل ما تعنيه الكلمة من معاني، وبكل ما تتضمنه من آلام وهموم، إلى أن يصل المرء أحياناً إلى درجة الإدمان على ذلك الموضع فيشتاق له أن قلت زيارته له بسبب تحسن حاله الصحي وأنتفاء الحاجة لزيارتها، كما يشتاق لبيته الذي يحبه ويأنس به أن غادره لسبب أو لآخر وهذا هو المضحك المكي.
إن الإشتياق لردهة المستشفيات وقاعة الفحوصات من سونار وأشعة ورنين، والشوق لحجرة المختبر هو نفس الشوق الحجرات المنزل ومرافقه ، والشوق للقاء الكادر الطبي في هذه المستشفى أو تلك والمتضمنة الأطباء والممرضين الاداريين وحتى رجال الأمن فيها والتي باتت تربطنا بهم علاقة طيبة بسبب كثرة مراجعاتنا والفة وجوهنا بالنسبة لهم وهو نفس الشوق لرؤية أفراد المنزل إذا ما اضطرتنا الظروف لترك المنزل أياماً بسبب السفر أو الأنشغال بأمر ما.
ليس هذا فحسب بل أنا أصبحنا خبيرين بمواقع أقسام المستشفيات فنقترب من أن نكون ادلاء لها ترانا ونحنُ نسيرُ في أروقتها نُرشد المراجعين لطريق المختبرات والطوارئ وقاعات العمليات وأماكن الأطباء لا بل وحتى قاعات الدراسة لطلبة الطب وما تتضمنه من مختبرات ومكتبات.
أياماً تقضى وآجالاً تُكتب ولا نتنفس إلا الحمد مهما أشتد الأمر وعظُمت الخُطوب.


المنزل، الالفة، المستشفى، المرض


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع