مدونة البيتي العلمية


النظرية الليبرالية (نظرية الحرية): قناة دويتشه فيله الألمانية Deutsche Welle (DW) أنموذجاً

حسن محمد عبدالله البيتي | Hassan Mohammed Abdullah Albaiti


31/12/2023 القراءات: 144  


قناة دويتشه فيله الألمانية Deutsche Welle (DW) هي قناة فضائية ألمانية تأسست في 1953 كإذاعة حكومية ناطقة باللغة الألمانية، قبل أن تبدأ بفتح التلفزيون وبلغات مختلفة بدء من 1954، وتحولت في 1997 إلى منظمة إعلامية غير ربحية وفق القانون الخاص بها.
محتواها مترجم إلى 30 لغة عالمية لتشمل أكثر من مليار متابع حول العالم، ويبلغ عدد متابعيها أسبوعياً وقفاً لإحصاءاتها خلال 2020 لقرابة 249 مليون مشاهد، بزيادة تقدر بـ 26% عن العام السابق، نظراً لتفشي جائحة كورونا التي أجبرت الجميع على البقاء في المنازل.
تمول من خلال الضرائب الفيدرالية، وتنشط من خلال مكاتبها في 60 دولة، ولديها 1500 موظف
للقناة رؤية مستقبلية بحلول عام 2025 تتمثل في تعزيز مكانتها كمصدر أساسي للمعلومات الرقمية التي تلهم الجمهور المستهدف بالمحتوى ذي الصلة بالمنطقة، والمحتوى حسب الطلب الذي يشجع الحوار.

النهج الإعلامي
تعرف القناة نفسها في صفحة (من نحن) بأنها تستقي مبادئها من دولة ألمانيا كدولة ديمقراطية ليبرالية متجذرة في الثقافة الأوروبية، وتتيح النقاش الحر حول مواضيع مهمة، بهدف تعزيز التفاهم وتبادل الأفكار بين مختلف الثقافات والشعوب.
حيث وضعت ثلاث كلمات كشعار لها هي: الحرية، الحوار، الخبرة.
هدف القناة – حسب القائمين عليها - هو تعزيز مجتمع عالمي مسالم ومستقر، لذلك تركز على مواضيع مثل: الحرية، وحقوق الإنسان، والديمقراطية، والحكم الرشيد، والتجارة الحرة، والعدالة الاجتماعية، والتثقيف الصحي، وحماية البيئة، والتكنولوجيا والابتكار.
وتصب القناة من خلال أكاديميتها جل اهتمامها في محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية (MIL)، وتعليم الإعلام والصحافة، والابتكار للحوار والحقوق الرقمية.



تأثير النظرية الليبرالية على الجانب الإداري
أن الفلسفة الإدارية لقناة DW الألمانية (نقلاً عن صفحة الشركة) تقوم على أسلوب الإدارة بالأهداف والذي يتناسب مع جو الحرية، والتي تشمل عدة مبادئ منها:
1- المشاركة: بين الرئيس والمرؤوسين في تحديد أهداف القناة بعد صياغتها وتحليلها.
2- الالتزام: عند العاملين لأنهم المشاركون في اتخاذ القرار.
3- تحمل المسؤولية: على الجميع لتحقيق نجاح مشترك.
4- رفع الروح المعنوية: عند مشاركة الجميع في اتخاذ القرار فهذا يعتبر في حد ذاته رفع من قيمة الشخص.
تقوم شركة DW الإعلامية الألمانية بتجهيز نفسها لمواجهة تحديات الوسائط الرقمية العالمية من خلال استراتيجيتها الرقمية، والتي تركز باستمرار وبكل طاقتها على المستخدمين للوسيلة الإعلامية واحتياجاتهم وتوقعاتهم.
الهدف هو أن تظل قادرة على المنافسة مع البرامج الرقمية، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى منصات المنافسين الإعلاميين، وتحقيق أرقام مشاهدة أعلى.
كما تعتبر الشركة أن الحفاظ على التنفيذ السريع للاستراتيجية الرقمية فيه سلامة مستقبلية لها في بيئة وسائط إعلام دولية ديناميكية للغاية.
تستجيب DW عبر التحديث في الهيكل التنظيمي للتغيرات في ظروف السوق والتقنيات بطريقة مرنة.
تسعى DW للحصول على تمويل مؤسسي أساسي من خلال DW Akademie من أجل الحفاظ على استقلالها وقدرتها المهنية في مجال الإعلام.

تحليل لبرامج دويتشه فيليه (برنامج جعفر توك أنموذجاً)

هو برنامج حواري تفاعلي يقدمه الإعلامي الألماني جعفر عبد الكريم – لبناني الأصل – على شاشة القناة، وهو موجه باللغة العربية، وحصل برنامجه على الجائزة الأولى في مهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون بتونس عام 2015 لأفضل برنامج حواري في العالم العربي.
يتابع صفحة البرنامج على الفيس بوك قرابة 2.3 مليون متابع من أنحاء الوطن العربي، ويقدم البرنامج في كل ثلاثاء من كل أسبوع.
البرنامج يصنف نهجه من قبل الكثير من المتابعين على صفحات التواصل الاجتماعي بأنه يسير على درب الصحافة الصفراء التي انتشرت في الغرب خلال القرن التاسع عشر، والتي عنيت بأخبار المرأة، والجنس، والجريمة، والمال.
ويتهم التيار العربي المحافظ برنامج "جعفر توك" بمحاربة القيم الإسلامية من خلال الترويج للمثليين، ولحرية المرأة، والجنس العابر (تحويل الجنس)، والمساواة في الميراث، بينما ترد إدارة الصفحة بأن الأمر مرده للقيم الليبرالية التي تلتزم بها القناة، ولديها قواعد السلوك الخاص بها في العمل الإعلامي استناداً لقانون الملكية سنة 1997، والذي بموجبه خرجت القناة من سيطرة الحكومة الألمانية وتحكمها.


الليبرالية الإعلام دويتشه فيله DW


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع