هيأ الله سبحانه وتعالى للسنة النبوية أئمة ناقدين من المحدثين, قاموا عليها بالحفظ, والتدقيق والتمحيص ولم يكتفوا في قبول المرويات بمجرد ثقة رواتها حتى تتبعوهم في كل مروي على حدة, ومعرفة مدى موافقته أو مخالفته للحفاظ المتقنين, وبيان سبب هذا الاختلاف بين الثقات وقاموا بتأصيل نوعية هذه الاختلافات, وحكمها ووسائل كشفها, ومن هذه الاختلافات الحديث الشاذ.
وهو من أغمض أنواع الحديث, ولهذا تعددت وتنوعت تعريفات الأئمة للحديث الشاذ، والذي استقر عليه الاصطلاح عند أهل الحديث ما عرف به الإمام الشافعي, وتابعه الحافظ ابن حجر, ولا بد فيه من قيدي التفرد والمخالفة للأولى.
ويرجع غموض مفهوم الشاذ إلى أمور ثلاثة: الأول المخالفة النادرة من الثقات والثاني: اعتبار ظاهر عبارتي الإمامان الحاكم, والخليلي من تفرد الثقة مطلقا, وتفرد الراوي مطلقا لدخول الأفراد الصحاح تحتها الثالث : أن الأئمة المتقدمين لم يفرقوا في الاطلاق بين الشاذ والمنكر فهما بمعنى واحد,
فأردت في هذا البحث الإسهام بشيء يسير في تقريب وتيسير حقيقة الشاذ وصوره وأنواعه، وحكمه, وعلاقته بغيره من أنواع علوم الحديث, لأهمية الوقوف على مفهوم الحديث الشاذ, لكون السلامة منه من شروط الحديث الصحيح.
والشاذ من أنواع الحديث الضعيف, ولا يحتج به, لترجح خطأ الثقة ووهمه, ولا يعتبر به في المتابعات ولا الشواهد, الغرض والهدف من اشتراط نفي الشذوذ في حد الصحيح هو التأكيد على أن الثقة قد ضبط كل حديث بعينه.
الكلمات المفتاحية: الحديث- الشاذ – دراسة - تأصيلية
عائشه محمد نور الدين محمد عبد المذكور | Aisha Mohamed Nuor Eldin Mohamed Abd el-mazqur | 1057