يستفيد هذا المقال من دراسات الذاكرة، ومن أهم النظريات حول القبيلة والقبائلية،
من أجل فهم آليات اشتغال الذاكرة في المجتمع الصحراوي جنوب المغرب،
والإشكالات التي يطرحها استغلال هذا النوع من المصادر على الباحثين في مجال
الصحراء. يستند هذا المقال إلى جهد إثنوغرافي هو حصيلة مسار بحثي طويل من
الاحتكاك بالذاكرة والرواية الشفهية بجنوب المغرب، ومن أهم الاستنتاجات التي
توصل إليها المقال هو أنه إذا كانت الذاكرة مصدرًا غير مكتملاً وناقصًا، لما
يعتريها من تآكل وغموض واضطراب في السرد بالنسبة للمؤرخ، فإن هذا
الاختلال وهذا النقص هو ما يشرع تحول الذاكرة إلى مادة للتاريخ، وبالتالي تنويع
المادة المصدرية وتجاوز مزالق الوثائق المكتوبة في وقت أصبح فيه التاريخ تاريخ
بنى وتنظيمات وليس تاريخ وقائع وأفراد. تكمن أهميّة هذه الدراسة في محاولتها
تعميق فهمنا للعلاقة بين مهمة التوثيق ومهمة تطوير التاريخ الإشكالي، والتي تعني
خلخلت "الطمأنينة" المنهجية ونفي الهاجس المنهجي
الملخص الانجليزي
This research paper aims to highlight the mechanisms of the functioning of the Desert-Tribe memory, and the problems posed by the exploitation of this sources type on researchers in the Desert-Tribe field, considering that memory imposes itself as a source of historical knowledge in the societies that existed on the edge of life where the dearth of the written, moreover, the social sciences were never to be built in the air-conditioned offices, but the field its maker. The urgent need to set up the relationship of listening between the task of documentation and the task of developing problematic history must be recognized.
سالم وكاري | SALEM OUAKARI | 624