إن العملية الشعرية عملية تحتاج إلى متلق ذي ثقافة متنوعة الجوانب تعادل ثقافة المبدع، ولما كان الشعر يأخذ متلقيه إلى عالم خفي تتفتح فيه مداركهم وتثري أحاسيسهم فإن الرمز هو الذي يفتح لهم بوابة هذا العالم، والذي يمكنهم من الولوج إلى ذلك العالم الخصب. فهو وسيلة المبدع الذي يؤهله إلى ابتكار عالم جديد، من خلال توظيف الطاقات الإيحائية للشخصيات الرمزية. والحركة الشعرية في ليبيا لا تختلف عن غيرها في الوطن العربي إلا في بعض الخصوصيات التي تعود لخصوصية التكوين والإقليم. وقد آثرت الباحثة دراسة توظيف الشخصية الرمزية لأحد رواد الحركة الشعرية في ليبيا الشاعر علي الفزاني. معتمدة على المنهج التحليلي منهجا للدراسة وذلك لدراسة التشكيل الفني داخل القصيدة بعده النسق الذي يفجر الدلالة الرمزية التي تبثها الشخصية الموظفة. بهدف الكشف عن جماليات التوظيف والقيم الجمالية للبناء الرمزي، ورصد مكنونات التوظيف الفني في استخدام الشخصية الرمزية التي يحاول الشاعر من خلالها التعبير عن تجربته المعاصرة وتحميلها أبعاد تجربته الشعرية. إذ تزداد المشكلة عمقا في آلية التوظيف الفني للشخصية الرمزية والأبعاد الفنية والجمالية التي أكسبتها للنصوص الأدبية الليبية في شعر علي الفزاني، وما تضفيه من وظيفة جمالية على النص الشعري، ومدى توائمها مع تجربة الشاعر المعاصرة. فجاءت محتوى الورقة البحثية في أربعة مباحث، الأول : توظيف الشخصية الدينية. الثاني: توظيف الشخصية التاريخية. أما الثالث : تضمن أبعاد توظيف الشخصية الشعبية. وجاء المبحث الرابع في استدعاء الشخصية الأسطورية وتوظيفها داخل نسيج النص الشعري. وصولا إلى نتائج الدراسة التي تشمل كيفية توظيف الشاعر للشخصية الرمزية، وما وراء اتكاء الشاعر عليها ، ومدى إمكاناتها الدلالية.
تاريخ النشر
05/10/2017
الناشر
المؤتمر الدولي للغة العربية 2017 -التحديات والآفاق - ماليزيا
عائشة عبدالحميد المبقع | AISHA ABDELHAMED ALMBAGA | 435