يقدم هذا الكتاب للباحث في علم الفرائض فصولا شاملة لسائر أبواب هذا العلم مع بيان طرق حساب الفرائض وقواعدها وضوابطها مع مراعاةخصوصيات بعض مسائل هذا العلم وأحكامها. ليكون دليلا لكل راغب في التعلم والبحث في هذا الفن الفقهي والقانوني الدقيق، وقَيْدَ يد الراغب في مجرد الاطلاع على بعض فصوله أوقواعد أومسائله.
واقتضت خصوصيات الدرس الفرائضي أن يعرض هذا الكتاب دروس المواريث في فصول ـ بما لكلمة الفصل من كامل المعاني اللغوية والاصطلاحية ـ إذ لا يمكن ان ينتقل الطالب من فصل إلى فصل إلا بعد ضبط قواعد سابقه وفهمها، لأن الدروس الفرضية لبنات يبنى لاحقها على سابقها من أولها إلى منتهاها.
وعززته بقواعد وضوابط وجداول فنية خاصة بحساب الفرائض لم يسبق اعتمادها ولا إجراؤها من قبل. قاصدا بذلك تبسيط فهم أحكام هذا الفن، وتيسير حساب فرائضه وصعاب مسائله ونوازله للمبتدئ والمنتهي، وللدارس والمدرس.
وقد حكم على منهج الكتاب وترتيب محتوياته وبناء فصوله وتصميم جداوله الفنية ضرورة التبسيط، وما يفرضه المنطق الرياضي والعلمي من وضوح الخطوات والسلاسة في الانتقال من خطوة إلى التي تليها.
كما فرض منهج تدريس المادة وديداكتيكها أمر تقديم بعض الدروس على غيرها، وعدم التطرق إلى نوازل وفرائض إلا بعد دراسة بعض الاحكام، او بعض الدروس.
لأن الدرس الفرائضي يُلزم بترتيب خاص للدروس والأحكام والفرائض والمسائل، ترتيبا دقيقا يُبقي معه المتعلم ضابطا ويقظا وثابت الخطى في مسار الفهم، ومشاركا في بناء الدرس. لأن أي اضطراب في ترتيب الدروس أوالمسائل أو الاحكام قد يعصف بفهم الطالب والمتعلم ويفقده وضوح الخطوات والمراحل. وينفره من المادة، ويجعلها عصية على الفهم في نظره.
فمثلا لا يمكن نا مطلقا إثارة الإنكسار مع الطالب إلا بعد ان يدرس التأصيل والعول والرد. مما يلزمنا باختيار الفرائض والمسائل الصحيحة الخالية والسالمة من الانكسار في الدروس المتقدمة على درس التصحيح، وأن لا نضَعَ أمام أعين الطالب، ولا في ذهنه أية صورة من صور العول والرد قبل دراستهما. ولا نعرض أمام الطالب مسائل ميراث الجد إلا بعد دروس العول والرد والتصحيح. ولا يمكن تناول الحالات الخاصة إلا بعد ميراث الجد وما قبله.
ولتسهيل الحساب، ووضوح خطوات حساب جميع المسائل والفرائض وضعت العديد من الجداول الفنية البسيطة ، لتسهيل حساب الفرائض والحالات والمسائل الخاصة والمعقدة؛ التي تتطلب من دارسها ومدرسها إجراء العديد من العمليات المتتالية حسابيا، بحيث تغنيه هذه الجداول الفنية الواضحة المعطيات عن الكثير من الحسابات والقواعد التجريدية والذهنية التي قد يضطرب فهمه بتواليها وتتابعها وتداخلها، وتضاربها أحيانا.
إذ بعد تأصيل الفريضة وتوزيع السهام، يكتفي الطالب بأن يأخذ من الفريضة معطيات وأرقاما يضعها مباشرة في الجدول الخاص لاستخراج مطلوبه في إكمال حساب الفريضة وتحليلها. وسواء أتعلق الأمر بتصحيح الفرائض أم ميراث الجد، أم الوصايا والمناسخات والتنازع في الاستهلال. حيت وضعت لكل صورة وحالة منها جدولا للحساب، ورسمت معالم الخطوات التي يجب حذوها واتبتعها حتى آخر مرحلة وخطوة من حساب المسائل.
ذ/د.كمال بلحركة | KAMAL BELHERKATE | 19930