عنوان المقالة:معوقات التجاوب المحلي في عملية بناء السلام (حالة دارفور السودانية) Hindrances to Local Response in the Peace Building Process: the case of Darfur
تنطلق هذه الورقة من فرضية أساسية هي أن تدخل الحكومة بصورة غير محايدة في الصراع وتسييسها لآليات الحل الشعبي يشكل أكبر عائق في طريق تجاوب وتفاعل المكونات الشعبية/المحلية في عملية صنع وبناء السلام. تبحث الورقة في كيفية عمل الآليات المحلية الخاصة بالوساطة وحل النزاعات وحسم الصراعات والممارسات الثقافية والاجتماعية (العُرفية) الخاصة بذلك مثل آلية "الجودية" ونظام الإدارة الأهلية - وهي بمثابة "محاكم شعبية" ومجالس حكماء ووساطة محلية/شعبية تحسم الصراعات دون اللجوء للشرطة أو القانون/القضاء. وتكمن المشكلة في تدخل الحكومة بصورة خاطئة في عمل ميكانيزمات المجتمع التقليدي. وتشرح الورقة كيف أدت عملية التدخل الخاطئ للحكومة وإقصاء أصحاب المصلحة إلى تغييب التجاوب المحلي الفاعل والمطلوب لحفظ السلام وبنائه. وترى الورقة أن من معوقات التجاوب المحلي لفض النزاعات في السودان (1) تسييس الإدارة الأهلية مما أدى إلى إضعافها – ومع غياب مؤسسات الدولة الرسمية (الإدارية والأمنية والقانونية) الكافية لملء الفراغ أدى ذلك لفراغ إداري/أمني أسهم في تصاعد الصراعات القبلية وانفلات الأمن، كما زاد من تعقيد أزمة دارفور بعد تطورها إلى حرب. (2) خلق ماليشيات مسلحة تابعة للحكومة مما أدى إلى استقطاب إثني/سياسي حاد مما زاد تعقيد الأزمة وأوجد نوعا من الفتنة وانقسام مجتمعي حاد لم يألفه مجتمع دارفور المتعايش سلميا منذ مئات السنين.(3) إثارة النعرات القبلية والجهوية والعنصرية وازدياد الصراعات القبلية المسلحة بسبب تسييس القبيلة. (4) اختراق ثم إضعاف مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني والأهلي ففقدت هيبيتها وفاعليتها وثقة المواطن فيها، وعزلتها عن القواعد التحتية أو المحلية grassroots وعن أهل المصلحة وهم نفسهم عصب الآليات المحلية المتوقع منها التصدي لـ أو قيادة عملية بناء السلام. (4) غياب الديمقراطية الحقيقية والفدرالية الكاملة والتنمية العادلة/الشاملة أدى إلى ظهور تظلمات الأطراف، ومع رافعة التمكين والتهميش تسبب ذلك في أزمات وتعقيدات زادت من صعوبة عملية بناء السلام بعد توقف الحرب.وبصورة عامة تدخل الحكومة من زاوية المصلحة السياسية أحدث ربكة في عمل الميكانيزمات الناظمة لحركة المجتمع والمحافظة على تماسكه وتوازنه، ومسيرة تطوره وتغيره..
الملخص الانجليزي
This paper believes that the Sudan government's impartial intervention in the ethnic/tribal conflicts constitutes the principal obstacle for the local community response and interaction in the peace building process. The paper investigates how the local mechanisms of mediation and conflict resolution operate. It reviews the functions of the local socio-cultural traditions – such as customs of mediation (e.g. the Judiyya) as mechanisms for resolving conflicts peacefully – without the need to official courts or police or law. The paper notes that those mechanisms have sustained security and order for centuries. Conflicts erupted only when the government intervened in support of one side. The paper explains how the wrong intervention of the government in the functioning of those mechanisms has weakened the role of those mechanisms as a force of social control. The government also politicized the "Native Administration" (tribal hierarchy for running the affairs of the tribe). This has weakened its efficiency and effectiveness in managing the communal affairs adequately. The escalation of tensions and the bloody tribal conflicts in Darfur during the last three decades is a manifestation of this negative impact of this wrong policy intervention.
تاريخ النشر
17/12/2017
الناشر
مركز النزاعات والعمل الإنساني - معهد الدوحة للدراسات العليا - قطر
البروفيسور د عبده مختار موسى | ِprof dr Abdu Mukhtar Musa Mahmoud | 1955