تتعدد أسباب الخلاف الفقهي، ومنها اختلاف الروايات المنقولة عن النبي في المسألة؛ فإذا استطاع الفقيه معرفةَ آخر الأمرين ثبوتًا عن النبي في المسألة المعيَّنة كان ذلك -غالبًا- من المُرجِّحات للرأي الفقهي المستند للسُّنَّة التي ثبت كونها آخر الأمرين.
فهذا البحث محاولة لجمع السُّنَن التي نُقِل أنها آخر الأمرين عنه في مسألة معيَّنة لتكون بين أيدي الفقهاء والمفتين لاستثمارها في الترجيح بين الأقوال الفقهية، وهو مفيد -كذلك- إن شاء الله تعالى في قاعة الدرس لطلبة علم أصول الفقه؛ إذ يعكس جانبًا تطبيقيًّا لقاعدة «نسخ السُّنَّة بالسُّنَّة»؛ سواء ثبت هذا النسخ بإخبار الراوي أن سُنَّةً ما هي آخر الأمرين ورودًا عنه ، أو ثبت بأمورٍ أخرى؛ كمعرفة تاريخ الواقعتين، أو حال الصحابيِّ في تقدُّم الإسلام وتأخُّرِه، ونحو ذلك مما ذكره الأصوليون.