تناول البحث موضوع (البصمة الوراثية وأثرها في نفي النسب أو إثباته) مبينًا ماهية البصمة الوراثية ومميزاتها وخصائصها، ومجالات استعمالها وضوابطها، وطرق إثبات النسب ومزاياه، والطريقة الشرعية لنفي النسب، وهل يمكن أن يكون للبصمة الوراثية دور في إثبات النسب أو نفيه، وأدلة ذلك من النصوص الشرعية والقواعد الفقهية والقياس والمعقول.
وخلص البحث إلى مشروعية العمل بالبصمة الوراثية لإثبات النسب عند التنازع والاشتباه، وأن الزوج لا يمكنه نفي النسب من زوجته إلا باللعان، ولا يلجأ للبصمة الوراثية إلا عند تعذر اللعان واستحالته، وأن الأصل هو ثبوت النسب بالطرق الشرعية المتفق عليها، وأقواها الفراش، وهو الأصل، ويتبعه الإقرار والبينة ومنها الشهادة، والاستفاضة، والقيافة، فالنسب يثبت بأي طريق من هذه الطرق، ولا نلجأ للبصمة الوراثية إلا عند تعذر إثباته بطريق من تلك الطرق، أو عند الاشتباه والتنازع، ولا تقدم نتائج البصمة الوراثية إلا على القيافة فقط؛ لأنها ظنية محتملة، والبصمة نتائجها يقينية مؤكدة.
كما خلص البحث إلى أن نفي النسب في غير الفراش - كما في وطء الشبهة أو المغتصبة ونحوهما – يكون بالبينة، ومنها البصمة الوراثية؛ لأنه لا يوجد في هذه الحالات نسب ثابت ولا مستقر، فلا يوجد فراش، ولا إقرار، ولا استفاضة، ويلجأ عندها للبصمة الوراثية من جملة البينات، ولا يوجد مانع شرعي يمنع من ذلك.
وأوصى البحث بضرورة قيام المتخصصين بمحاضرات وندوات علمية متخصصة في البصمة الوراثية لتوعية أفراد المجتمع بأهميتها ودورها الفعّال في حسم منازعات النسب، كما أوصى وزارات الصحة والجهات الرقابية أن تضع آليات دقيقة لمنع الانتحال والغش فيما يتعلق بالبصمة الوراثية بداية من أخذ عيناتها، ومرورًا بحفظها ومنعها من التلوث والاختلاط، ووصولًا إلى الدقة في تحليلها والوصول إلى النتائج الصحيحة
تاريخ النشر
02/10/2024
الناشر
جامعة حمد بن خليفة – كلية الدراسات الإسلامية – قطر ، مؤتمر دور البصمة الوراثية في نفي النسب وإثباته في المجتمعات المعاصرة، في الفترة 2-3/ 10/ 2024م