مدونة ابن البوادي د. برير الرضي محمد تيراب


من بــلاغة الـقرآن للغزالي

د. برير الرضي محمد تيراب | Preer alradiy Mohammed Tirab


28/12/2020 القراءات: 2120  


عند ما تحدث القرآن عن كلمة " عرب " : انها كلمة (عربي) تعني التمام و الكمال و الخلو من النقص و العيب ، وليس لها علاقة بالعرب كقومية.
فعبارة (قرآنا عربيا) تعني قرآنا تاما خاليا من النقص و العيب.
و تفسير كلمة { عُرُبًا } - بضم العين و الراء وفتح الباء - والتي وردت كصفة للحور العين في قوله تعالى : { فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ } فوصفت الحور بالتمام و الخلو من العيب و النقص.

أما (الأعراب) الذين ورد ذكرهم في القرآن على سبيل الذم ليسوا هم سكان البادية ، لأن القرآن أرفع و أسمى من أن يذم الناس من منطلق عرقي أو عنصري ولو كان المقصود بالأعراب سكان البادية لوصفهم الله تعالى بالبدو كما جاء على لسان يوسف : { وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }
إذن من هم الأعراب؟
إن ألف التعدي الزائدة في كلمة الأعراب قد نقلت المعنى الى النقيض كما في (قسط و أقسط)
قسط : ظلم
اقسط : عدل
عرب : تم وخلا من العيب
أعرب : نقص و شمله العيب
فالأعراب مجموعة تتصف بصفة النقص في الدين و العقيدة
وذلك قوله تعالى : { قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
فاللغة العربية التي هي لغة القرآن ليست لغة بشرية أصلا بل هي لغة السماء التي علم الله بها آدم الأسماء كلها ثم هبط بها الأرض وكانت هي لغة التواصل بين البشر وهذه هي هندسة اللغة الربانية.


عرب - التام - الكمال - لغة القرآن


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع