ريبر هبون


تمهيد لكتاب نقد السياسة الكوردية غربي كوردستان أولاً - ريبر هبون

ريبر هبون - ريبر عادل أحمد | Reber Hebun


11/07/2024 القراءات: 661  


تمهيد لكتاب نقد السياسة الكوردية "غربي كوردستان أولاً"
*ريبر هبون
بمجرد كتابتي للمقدمة وحيازتها على فسحة من الآراء حولها والتي وجدتها متباينة فمن زاعم لخطورة الطرح الذي أقدمه وآخر يدعوني للتفريق بين الطرف السياسي الذي أضر بالقضية والآخر المتماسك إلى حد ما والملتزم بالقضية القومية، تيقنت مدى حالة اغتراب الروجآفائي عن المشهد المتصل بجغرافيته، وقد تربى جمهور الطرفين الأبوجي والبارزاني على اتهام بعضيهما ولعقود بأنهم ضد القضية الكوردية ، ذلك طبيعي بسبب الدماء التي أسيلت من الطرفين في حروب الاقتتال ، فلا يمكن اعتبارهما أخوة تماماً أو أعداء تماماً لاسيما وأن وجود كل منهما نتيجة ظروف سياسية مرتبطة بنمط تمأسسهما وعقليتهما المختلفتين فإحداهما شرب من نبع الفكر اليساري الأممي البعيد عن الفكر القومي التقليدي الذي يتزعمه القطب البارزاني ، هذا التموضع وليد الحالة السياسية ومخاضاتها التي جعلتهما على طرفي نقيض ، ولهذا رأيت من أن الوقوع في مجال المفاضلة بين السياستين أمر لا طائل أو جدوى منه بالنسبة للموضوع الذي أتناوله على نحو مباشر، حيث وضعت نصب عيني الانفتاح أكثر حول وجود بديل لتلك النظرة الاتهامية التي تختزل فحوى فرّق تسد، وذلك ببناء ذهنية سياسية واقعية بمنأى عن حالة التنازع تلك والقائلة بوجوب إزالة كافة مظاهر الانتداب الايديولوجي القادم خارج حدود روج آفا كوردستان على الشعب، انه أشبه بنظام وصاية وضع غشاوة سميكة على بصيرة الفرد المؤدلج ، أو ما يمكن أن نسميه باستعمار العقل الروجآفائي، تحول لرؤية واقع أفضل والذهاب باتجاهه، يبدأ ذلك التوجه بترسيخ الايمان بخصوصية قضية غربي كوردستان وتمايزها عن قضية الأجزاء الأخرى وكذلك اختلاف واقعها عن واقع جنوب كوردستان المتجه للأسلمة كحال شمالي كوردستان الرازح تحت هيمنة حزب العدالة التركي المباشر من خلال ذيلها حزب بار الكوردي، وشرق كوردستان الرازح تحت نير الخطاب الشيعي الخاص بحكومة ملالي إيران.

نظرة للجغرافية: -
جغرافية غربي كوردستان تتشكل من ثلاث أقاليم تتمايز عن بعضها من حيث اللهجات وطريقة التوزع السكاني وكذلك تباين تعامل النظام السوري معها تبعاً لتموضع كل منطقة جغرافية.

-منطقة الجزيرة:

والتي نجد انها اقليم شبه متصل ببعضه عانى منذ عقود ماقبل حكم البعث ولغاية انسحابه النسبي 2011 من التمييز وتجريد الكثير من المواطنين عن جنسيتهم إلى جانب توطين العرب الغمر في مناطقهم وكذلك تعريبها وتجريد الأهالي من ملكيتهم لأراضيهم لصالح المستوطنين، الأمر الذي شكل بيئة عنوانها الاحتقان واللااستقرار ناهيك عن اضطرار الكثيرين لترك الجزيرة مهاجرين إلى دمشق بسبب ظروف التمييز والاضطهاد والفقر.

-منطقة كوباني:

وقد تم تعريب ما حولها من نواحي كناحية شيخلر بالعربية الشيوخ، كرى سبي المعربة تل أبيض وصرين، اذن مايحيط المنطقة كلها بلدات عرّبت بمنهجية وتم استقدام العرب إليها وانحسر الوجود الكوردي فيها حتى بتنا نرى هجرة الكورد منها لمناطق وجدوا أن الاستقرار بها أفضل من حيث الخدمات والمعيشة
كمنبج الرقة ودمشق.
حيث وعلى الرغم من قرب نهر الفرات من كوباني إلا أن الأهالي ظلوا يشتكون قلة المياه مما اضطروا في بعض الأحيان لشرائها ولم يك من المسموح بناء الأبنية الحديثة.
-منطقة عفرين المحتلة حالياً:ً

ولقرب المدينة من حلب ولكونها مصدر للزيت والزيتون ولأنها منطقة جذب سياحي فقد اعتمد النظام السوري سياسة الصهر ببوتقتها ونجحت إلى حد كبير في ذلك إلى جانب استقدام الكثير من أبناء المنطقة ليعملوا كموظفين في دوائر الدولة وأفرع الأمن، الشرطة، الجيش كضباط متطوعين.
لو نظرنا لواقع غربي كوردستان مقارنة بواقع الأجزاء الأخرى
لاستطعنا ملاحظة الانفتاح الموجود على بقية شعوب سوريا، ولكون ذلك الجزء صغير فلم يتعرض للمجازر الكبيرة كبقية الأجزاء الأخرى.
وقد وظف نظام حافظ الأسد الاوضاع البائسة التي مرت بها الأحزاب العسكرية الثلاثة وقامت بدعمها في فترات متباينة ضد نظام صدام بالتنسيق مع إيران وكذلك دعم حزب العمال الكوردستاني نتيجة التوتر بينه وبين تركيا ومشكلة المياه فقام النظام بدعمه وغض الطرف عن معسكراته في لبنان ومقراته في دمشق وإعطاءه الضوء الأخضر والصلاحية الكاملة لتجنيد النخب الشابة وإخراجها كمقاتلين ثوريين باتجاه شمال كوردستان، وكذلك إطلاق يدها في قمع أحزاب الحركة الكوردية والتضييق على أنصارها وكذلك حصوله على تصريح كتابي من أوجلان مفاده أن أبناء غربي كوردستان هم مهاجرين أتوا إلى سوريا هرباً من الاضطهاد العثماني وكذلك الأتاتوركي لهم (كتاب نبيل ملحم سبعة أيام مع آبو)، بمعنى أنهم ليسوا سوى ضيوفاً وهذه الثورة ستجعلهم في المكان الصحيح حيث تم إطلاق تسمية الذهاب للجبال بالعودة للوطن.
كذلك بالنسبة للديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني ظلوا يترددون لدمشق بين فترة وأخرى ولم يهتموا كثيراً بدعم الأحزاب الكردية الأخرى في غربي كوردستان إلا بشكل محدود يعود بالنفع لها في المقام الأول، وكانوا جزء من لعبة الانشقاقات التي كانت تحدث بين أحزاب الحركة الكوردية حسب رواية بعضهم، وقد وجهوا أنظارهم لجنوب كوردستان ،مطالبينهم بتقديم مايلزم للشعب الكوردي الذي يقاوم نظام صدام حسين هناك، حيث باتت تلك التناقضات بين تلك الأحزاب الثلاث بمثابة مصادر إلهاء استنزفت روج آفا وبنيتها وطاقات شبابها إلى يومنا هذا،بمعنى أن تلك الأحزاب المسلحة وجهت كورد غربي كوردستان لدعمها ولم تخبرهم بضرورة الالتفات لقضيتهم أو لجزئهم الذي ينتمون إليه، لم يكن وجود غربي كوردستان كأرض يشغلهم بمقدار كفاحهم في الجزء الذي ينتمون إليه ويكافحون لأجله ولم يقتدي كورد غربي كوردستان بتجربتهم بل كانوا يتوجهون حيثما ذهبت البوصلة إن نحو الاقتتال أو التباغض وتم تلقين الشعب ذلك بشكل يجعل عودة الناس للتفكير بمستقبل جغرافيتها صعباً للغاية.
يمكن فهم حالة الاستذئاب السياسي بين الكورد من منطق الحياة القبلية التي تحكم العقلية الكوردية الميالة للتصادم


ريبر هبون


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع