مدونة خديجة بوخبز


رمضان و فضل الدعاء على المسلم

خديجة بوخبز | khadija boukhbza


18/04/2023 القراءات: 248  


.
بداية نتفق على أن الحوار الوحيد الذي لا يتكلف فيه الإنسان و الذي يتعرى فيه و يكشف كل عيوبه و هو مطمئن النفس،هادئ الطبع، هو ذاك الحوار مع الله عز وجل، لأن الله قريب من عباده و ذلك لقوله عز و جل"
وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (1).
فكيف تتم مخاطبة الله عز و جل، هل هناك أوقات محددة يكون فيها الدعاء مستجابا؟ لما لا يستجيب الله لدعائنا؟ فهل الدعاء هو الذي ينجينا من المصائب الدنيوية و كيف ذلك؟
و بعد،فإن الدعاء هو صلة وصل بين العبد و خالقه،فإن انقطعت صلة الوصل، أي الدعاء، انقطع التواصل مع الله،و إن انقطع التواصل مع الله، فهل يبقى للوجود معنى!
و يقول الله عز وجل: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم (2)
فالإخصلاص في العبادة يؤدي الى استجابة الدعاء، فالآية
تعني أن عبادة الله و الإخلاص له في ذلك دون الاشراك به واتباع ما جاء به، فهو يؤدي الى استجابة الدعاء، أي القصد من الآية هو:
"اعبدوني وأخلصوا لي العبادة دون من تعبدون من دوني من الأوثان والأصنام وغير ذلك ( أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) يقول: أُجِبْ دعاءكم فأعفو عنكم وأرحمكم"
و في عصرنا الأصنام التي يعبدها الانسان هي المال و النفس التي تميل الى تلبية الشهوات، و السعي نحو تحقيق الشهرة، فمتى كان الانسان يسعى فقط لتحقيق رغباته دون أن تكون لديه نظرة مستقبلية، فسوف لن يجد الطمأنينة في حياته.
صحيح أن فعل الدعاء لا يتم فقط في وقت الصلاة، بل له ارتباط بما بعد الصلاة، فحتى في أضعف الأوقات التي قد يمر بها الإنسان، تجد لسانه ينادي بكلمة " الله "، لأنها هي المنجية الوحيدة من كل الآلم من كل المصاعب، من كل الأحزان و الاقراح و الابتلاءات، فهي "المنجية"، هي كلمة واحدة كفيلة بأن تهدئ الصراعات التي تدور للإنسان في نفسه، لكن هناك أوقات مخصصة من أجل استجابة الله لدعاء على سبيل المثال:
_ جميع الأوقات في شهر رمضان، لأنها مباركة، و تصفد فيها الشياطين، و يكون العبد اقرب إلى الله عز وجل لما يكون من أجواء إيمانية،ورواه ابن ماجه بلفظ‍: «إن للصائم عند فطرة دعوة ما ترد» وكان عبد الله بن عمرو يقول إذا أفطر «اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي».
_ ما بين الأذان والإقامة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة).
_منها جوف الليل وآخر الليل، فالليل فيه ساعة لا يرد فيها سائل، أحراها جوف الليل وآخر الليل- الثلث الأخير_.
_السجود، ترجى فيه الإجابة، يقول عليه الصلاة والسلام: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء).
_ حين يجلس الإمام يوم الجمعة على المنبر للخطبة إلى أن تقضي الصلاة فهو محل إجابة.
_آخر كل صلاة قبل السلام يشرع فيه الدعاء، وهذا الوقت ترجى فيه الإجابة لأن النبي ﷺ لما علمهم التشهد قال: ثم ليختر من الدعاء أعجبه إليه فيدعو.
_ آخر نهار الجمعة بعد العصر إلى غروب الشمس هو من أوقات الإجابة في حق من جلس على طهارة ينتظر صلاة المغرب، فينبغي الإكثار من الدعاء بين صلاة العصر إلى غروب الشمس يوم الجمعة، وأن يكون جالسا ينتظر الصلاة، لأن المنتظر في حكم المصلي.
و بالنسبة لسؤال الذي طرحناه هل الدعاء ينجي من المصائب؟
و استنادا إلى الحديث النبوي أنه: "لا يرد القضاء إلا الدعاء"، فالدعاء يغير من حال الى حال، من حال السعادة الى الشقاء اذا دعا عليك شخص ضلمته، و من الشقاء الى السعادة إذا دعا لك شخص قدمت له يد العون.
هكذا اذن فالدعاء هي صلة الوصل بين العبد و خالقه.


رمضان شهر العبادة.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع