مدونة خديجة بوخبز


تأثير الاشاعات على المجتمع " حموا وعابد نموذجا".

خديجة بوخبز | khadija boukhbza


22/05/2023 القراءات: 909  


تأثير الاشاعات على المجتمع " حموا وعابد نموذجا".
"ما نتلوح إتلبرادت" هكذا يعلل " عابد وحموا"، حبهما لنميمة والبحث عن اخبار الاخرين، فهل يمكن أن نبرر لهما نحن هذه التصرفات؟ فمن هما " حموا وعابد"، وهل نجد في حياتنا أشخاصا مثلهما، وهما شخصيتان من الفيلم الامازغي " بابا علي" فهما يسعيان الى ربط خيوط العداوة بين الناس، وأحيانا يوقعهما طيشهما حشر أنفهمها في أمور الاخرين فيقعون في شر ما يسعيان اليه، فينقلون اخبارا زائفة، فيقعان في الحفرة التي حفراها، فهل هناك من سلبيات تنتج عن مثل هذه السلوكات؟ وهل تداول مثل الشائعات يعاقب عليها القانون؟ وما أهمية التربية والضمير في النهي عن مثل هذه السلوكات؟
وسوف اتحدث عن هذا الموضوع من خلال تقسيمه الى:
ـ أولا: السلبيات التي تنتج عن نشر الإشاعات.
ـ ثانيا: النصوص القانونية التي تعاقب على نشر الاشاعات.
ـ ثالثا: أهمية الدين في النهي عن نشر الاخبار الكاذبة.
ولهذا سوف نبدأ موضوعنا بالتطرق الى:
أولا: السلبيات التي تنتج عن نشر الإشاعات.
الشائعة وسيلة تعبير، تصدر عن الأشخاص، سواء أكان شخصا عاديا، أم صحفيا كذلك، بمعلومة أو خبر قد يكون صادقا وقد لا يكون كذلك، ويتم تداول هذه المعلومة كل بأسلوبه وتتغير تفاصيلها من فرد الى آخر حيث يصعب على الناس التفريق بين الكذب والحقيقة بسهولة؛ وذلك لأن الشائعات بطبيعتها تحتوي على تفاصيل تثير عواطف الناس وتغير من حالتهم المزاجية، مما يؤدي إلى تسببها بالكثير من الآثار السلبية الفورية وطويلة الأمد، تكمن أهمية الموضوع في ارتباطه بأمن المجتمع، حيث نجد سلبيات عدة لهذا السلوك فنجد أسرعدة تشتت نتيجة شائعات تمس شرف بناتهم ونجد حالات طلاق سببها اشاعات تسببت في مشاكل بينهم، ونجد اخوة متخاصمين بسبب اشاعات روجها البعض هدفها انشاء البغضاء بينهم، تؤدي الاشاعات إلى انتشار الخوف والقلق والتوتر في المجتمع. قد تؤدي الاشاعات أيضًا إلى انقسام المجتمع وتفاقم التوترات الاجتماعية والعنف، عندما ينتشر خبر كاذب أو اشاعة، قد يؤدي ذلك إلى تغيير سلوك الناس واتخاذ قرارات خاطئة، يمكن أن تؤثر الاشاعات أيضًا على الثقة والمصداقية في المؤسسات والشخصيات العامة، وفي بعض الأحيان، يمكن أن تتسبب الاشاعات في خسارة فرص اقتصادية وتأثير سلبي على الاستقرار الاجتماعي والسياسي.
ثانيا: النصوص القانونية التي تعاقب على نشر الاخبار الكاذبة.
جاء القانون ليحمي الفرد داخل المجتمع وينظم سير المؤسسات ويوفر الأمن والسلم العام، ويسهر على تحقيق المصلحة العام وردع السلوكات التي تضر بالسير الطبيعي للحياة داخل مجتمع معين، ولهذا فإن المشرع المغربي، سهر على انتاج مجموعة من النصوص القانونية التي تأتي تارة لتوفر حقا وتضمنه، وتارة أخرى من أجل ان تحث على واجب يجب القيام به، وبهذا فإن هناك مجموعة من القوانين التي تنص على الحفاظ على السلم والأمن العام ويشترط كي يكون الخبر زائفا
. أولا: سوء النية.
ـ ثانيا: ان تكون واقعة غير صحيحة.
ـ ثالثا: أن تحل بالنظام العام.
ـ رابعا: العلانية.
و على سبيل المثال فقد نص القانون 88.13 المتعلق بالصحافة و النشر، و بالضبط الفقرة الأولى من المادة 72 أنه” يُعاقب بغرامة من 20.000 إلى 200.000 درهم كل من قام بسوء نية بنشر أو إذاعة أو نقل خبر زائف أو ادعاءات أو وقائع غير صحيحة أو مستندات مختلقة أو مدلس فيها منسوبة للغير إذا أخلت بالنظام العام أو أثارت الفزع بين الناس، بأية وسيلة من الوسائل ولاسيما بواسطة الخطب أو الصياح أو التهديدات المفوه بها في الأماكن أو الاجتماعات العمومية و إما بواسطة المكتوبات والمطبوعات المبايعة أو الموزعة أو المعروضة للبيع أو المعروضة في الأماكن أو الاجتماعات العمومية وإما بواسطة الملصقات المعروضة على أنظار العموم وإما بواسطة مختلف وسائل الإعلام السمعية البصرية أو الإلكترونية وأية وسيلة أخرى تستعمل لهذا الغرض دعامة إلكترونية.
ولهذا فيجب تحري الصدق وعدم نشر الاخبار الكاذبة، ورغم ذلك فلا يمكن ابدا وقفت انتشار الاخبار الكاذبة وانتشارها عبر نطاق كبير، فصحيح على أن القانون يقلل منها الى أنه لا يوقفها فهي كسائر الجرائم التي ترتكب يوميا داخل المجتمع.
ثالثا: أهمية الدين في النهي عن نشر الاخبار الكاذبة.
يحث الدين الإسلامي على تحري الصدق، وعدم السعي الى نشر الأخبار الكاذبة بين الناس ومن بين الإجراءات التي وصى بها ديننا الحنيف:
ـ تحريم الكذب.
_ تحريم الغيبة.
_ عدم التحدث بالخير الا بعد علم و يقين.
_ تحريم نقل و تداول الأخبار الكاذبة.
_ الكف عن نشر الفضائح.
_ رد الأمور إلى مصادرها الأصلية.
_ مواجهة الشائعات بالمعلومات الصحيحة و الحقائق الثابتة.
_ ضرورة أن يتحلى المسلم بالحس النقدي.
وتعد هذه من الإجراءات التي جاء بها دينا الحنيف ويجب على المسلم الذي يحب الله عز وجل أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وأن يتحرى من الأحبار قبل نشرها، وعدم السعي الى نشر البغضاء الحقد بين الناس فيقول الله عز وجل في سورة الحجرات الاية 6 " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ".






الاشاعة: نشر اخبار زائفة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع