مدونة عبدالحكيم الأنيس


نثار من فوائد وخواطر وأفكار (4)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


08/02/2025 القراءات: 9  


22-ضماد المجروح:
جاء في صفحة (أدب وثقافة) في (جريدة العراق) العدد (2780) قول أبي هلال العسكري نقلًا عن "ديوانه" الذي جمعه الدكتور محسن غياض، كما في مقال الكاتب مهدي شاكر العبيدي:
جاءتْ إليَّ من الحبيب رسالةٌ ... مِن بعد هجرٍ مدنفٍ ونزوحِ
فوضعتها فوق الضلوع فأنعشتْ ... قلبي وهزَّتْ للسعادة روحي
فتساءلوا عن سرِّ ذا فأجبتُهم ... هذا الضمادُ لقلبيَ المجروحِ
***
23-ليل بغداد:
قال زكي مبارك في كتابه "وحي بغداد" (ص: 69): "وقد تفضلتْ الطبيعة العراقية، فأتحفتني بأنفس ما تملكون، وهو ليل بغداد، ولن أترك لكم هذا الليل، وأصارحكم بأني سأنهبه، ثم أطويه في جيبي وأنقله إلى ضفاف النيل.
ولكن أي ليل؟ إنه في هذه الأيام لا يعرفُ إنسانًا سواي، فإنْ شعر أحدُكم بأن لياليه مضيعة فليحقدْ عليَّ كيف شاء؟ فأنا الذي أنتهبُ من عينيه سحر الليل، ليل بغداد، ولهذا الليل -أيها السادة- أحاديث، فقد عرفتُ به، كيف استطاع علماءُ العراق أن يملؤوا الدنيا علمًا وأدبًا، وكيف كان الرجل يستطيع أن يؤلف مئة كتاب، ويعلِّم ألوف التلاميذ، ويساجل النجوم بأشعار باقية على الزمان".
***
24-السكوت:
جاء في كتاب "الظرف والظرفاء" للوشاء (ص: 5): قال إبراهيم بن المهدي:
إنْ كان يُعجبك السكوت فإنه ... قد كان يعجبُ قبلك الأخيارا
ولئن ندمتَ على سكوتك مرةً ... فلقد ندمتَ على الكلامِ مرارا
إنَّ السكوت سلامةٌ ولربما ... زرعَ الكلامُ عداوةً وضرارا
***
25-هي الدنيا:
جاء في "تاريخ قضاة الأندلس" للمالقي (ص: 25) أنَّ القاضي ابن غانم كان يكثر إنشاد هذين البيتين:
إذا انقرضتْ عني من العيش مدتي ... فإن غناء الباكيات قليلُ
سيعرض عن ذكري وتنسى مودتي ... ويحدث بعدي للخليل خليلُ
قلت: وهما لأبي العتاهية.
ومثله قولُ القائل:
وما تغني النوادبُ والبواكي ... وقد أصبحت مثل حديث أمسِ
***
26-قتيل حب الوطن:
قال جمال الدين عبدالرحيم الإسنوي (ت: 772هـ) في كتابه "طبقات الشافعية" ( 2 / 526):
"أحمد المعقلي المهروي:
أبو محمد، أحمد بن عبدالله بن محمد المزني الهروي، ويعرف أيضًا بالمعقلي.
قال الحاكم: كان إمام أهل العلم بخراسان في عصره بلا مدافعة، ومن أولياء السلطان.
سمع كثيرًا وأسمع، وأملى مجلسًا فيما يتعلق بالوطن، وبكى، ومرض عقبه، ومات في شهر رمضان سنة ست وخمسين وثلاث مئة ببخارى، وحُمل إلى بلده هراة فدفن بها، ولذلك قيل فيه: إنه قتيل حب الوطن.
ذكره السمعاني وكذلك الذهبي في العبر مختصرًا".
وفي الجزء نفسه (ص: 748) قال المحقق عبدالله الجبوري عن المترجم إنه (أول مَن مات حبًا بوطنه). ولا أدري مستنده في هذه الأولية.
***
27-تفاسير الغزي:
ذكر المؤرخ نجم الدين الغزي في ترجمة والده شيخ الإسلام محمد بدر الدين الغزي (ت: 984) في كتابه "الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة" (3 / 6) أنَّ تصانيفه مئة وبضعة عشر مصنفًا قال: "ومن أشهرها: التفاسير الثلاثة، المنثور والمنظومان، وأشهرها المنظوم الكبير في مئة ألف بيت وثمانين ألف بيت".
***
28-لا نطيق:
أنشدني الأخ الشيخ عدنان الخانجي في الفلوجة سنة (1401-1981):
جاء الرفاقُ يودعون رحيلهم ... ودموعُهم كادتْ تفيض خناقا
فمددتُ كفي كي أصافح رفقتي ... فأبوا وقالوا: لا نطيق فراقا
***
29-استشهاد فقيه:
قال الإسنوي في "طبقات الشافعية" في ترجمة الفقيه نجم الدين أحمد بن عمر بن محمد (2 / 355-356): "كان إمامًا زاهدًا صوفيًّا فقيهًا مفسرًا له عظمة في النفوس وجاه عظيم.
ولد بقرية من قرى خوارزم يقال لها خيوق، طاف البلاد وسمع بها الحديث، وصنّف تفسيرًا في اثنتي عشرة مجلدة، واجتمع به الإمام فخر الدين الرازي فأقر بفضله، واستوطن خوارزم إلى أن قصدتها التتار في ربيع الأول سنة ثمان عشرة وست مئة فخرج فيمن خرج لقتالهم مع جماعة من مريديه، فقاتلوا إلى أن استشهدوا جميعًا على باب ‌البلد".
قلت: بهذا العنوان الذي وضعته نبّه محقق الكتاب السيد عبدالله الجبوري إلى هذه الحكاية (2 / 747).
***
30-فضل الأعداء:
جاء في "ديوان أثير الدين أبي حيان محمد بن يوسف الأندلسي" (ت: 745) (ص: 415):
عداتي لهم فضلٌ عليَّ ومنةٌ ... فلا أذهب الرحمنُ عني الأعاديا
همُ بحثوا عن زلتي فاجتنبتُها ... وهمْ نافسوني فاجتنيتُ المعاليا
وكنتُ قد سمعتُهما من والدي منذ زمن.
***
31-الشيخ ظفر أحمد التهانوي:
جاء في تحقيق كتاب "قواعد في علوم الحديث" في ترجمة المؤلف العلامة المحقق ظفر أحمد العثماني التهانوي (ص: 8) من الطبعة الثالثة:
"ثم لما اشتغل خاله حكيم الأمة في تأليف كتابه العظيم "بيان القرآن" بالأوردية ذهب به إلى كانبور، وأدخله في المدرسة المسماة جامع العلوم التي كان الشيخ حكيم الأمة قد أسسها حين إقامته في كانبور، وفوض تدريسه وتعليمه إلى أرشد تلامذته: مولانا محمد إسحاق البردواني ومولانا محمد رشيد الكانبوري، فقرأ عندهما كتب الحديث المقررة في تلك البلاد وهي صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن أبي داود، وسنن النسائي، وسنن الترمذي، وسنن ابن ماجه، ومشكاة المصابيح، مع ما يعزز دراستها من كتب المصطلح وعلوم الحديث، كما قرأ عندهما كتب الفقه والتفسير والأدب المقررة بكاملها، وشيئًا من العلوم العقلية.
ولما فاز بسند العلوم الشرعية والعقلية متميزًا بمواهبه وجدّه على سواه من الطلبة النابهين انتقل إلى سهارنفور وجلس في مدرسة مظاهر العلوم، وحضر دروس الحديث الشريف عند العارف بالله الإمام المحدث الفقيه مولانا خليل أحمد السهارنفوري مؤلف بذل المجهود في شرح سنن أبي داود.
وبعد مدة من ملازمته لهاذ العارف المحدّث الإمام أجازه بالحديث وعلومه وبسائر العلوم النقلية والعقلية، وفاز بسند الإتمام والفراغ من الدراسة العليا في سنة (1328) وكانت سنه حينذاك (18) سنة، وهي سن صغيرة لا يرتقي فيها إلى ذروة هذه المرتبة إلا الأفذاذ النابغون".
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع