مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والدين) (231)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


06/12/2024 القراءات: 274  


-السرُّ فيك:
قولي إليك ولن أقولَ مُزخرفا ... أقبلْ – رجوتُك- لا تكنْ متطرِّفا
بادرْ إلى العملِ النجيحِ ولا تكنْ ... متردِّدًا فيما تريدُ مسوِّفا
مَنْ ظل في التسويف طيلةَ عمْره ... ضاع الزمانُ ولم يزل متوقفا
أقبلْ وجدَّ العزمَ واعملْ وانتهجْ ... حلَّ اليدين ولا تكنْ متكتِّفا
مَنْ سوَّف الأعمالَ والآمالَ لم ... يسعدْ وكان من الهلاكِ على شفا
فِ الوعدَ وانهضْ نهضةَ الأبطالِ لا ... تيأسْ تكنْ واللهِ مِنْ أهلِ الوفا
لا تشتغلْ بخصومةٍ وعداوةٍ ... دعْ كل مَنْ عاداك يلهيه الجفا
ذو العزم أنّى كان شعَّ ضياؤه ... والبدرُ مهما حاولوا لن يُكسفا
قد يحجبون الضوء آنًا ثم لم ... يلبثْ يعودُ إلى الضياء مُنَصِّفا
السرُّ فيك فلا تضيعْ سرَّ ما ... آتاك ربُّك خاملًا متحرِّفا
خذ سُنة الهادي الأمين دلالةً ... واعملْ بها متسلفًا متصوِّفا
أتخافُ عاديةً أتخشى قلةً؟ ... معك الإلهُ فلا تكن متخوِّفا
سترى من الرحمن جلَّ جلالُه ... سترًا جميلًا ضافيًا لن يُكشفا
سبحانه البرّ اللطيف بخلقهِ ... وبأهلهِ، مَنْ لم يزل متلطفا
وهو الحكيمُ فثقْ به وبأمرهِ ... وبه كفى في حُكمه وبه كفى
لا تبدِ ما بين الورى شكوى ولا ... تبأسْ ولا تكُ بينهم متعطفا
وإذا ترادفت الهمومُ فقم على ... نهج الأُلى تحت الدُّجى متلهفا
قل: سيدي قلبي ببابِك واقفٌ ... فاملأه إحسانًا وزدْهُ تعرُّفا
واجعلْ به عن كل فوتٍ سلوةً ... برضاك عنه وكنْ له متكنفا
وإذا تشوَّفَ للذي يَفنى هنا ... فاجعله للباقي له متشوِّفا
اعزفْ عن الشهواتِ واللذاتِ لا ... تطمحْ لها وارجُ المقام الأشرفا
وطريقُ كلِّ الخيرِ صحبةُ معشرٍ ... سلكوا إلى الرحمن دربًا أحنفا
صحِّحْ نصوصَ العزم في سير الهدى ... احذرْ تكون مُحرِّفًا ومُصحِّفا
ستهونُ كلُّ شديدةٍ قد ذاقها ... يعقوبُ قلبك حين يلقى يوسفا
دبي: ليلة الجمعة (5 من جمادى الآخرة 1446 = 5 / 12 / 2024م).
***
-قضاء الحوائج:
ممن كان يبالغُ في قضاء حوائج الناس: الشيخ محمود بن أحمد حسن أبو هاشم الشرقاوي (مِن قرية بني عامر، وهو من أشرافها). وكان مدير التعليم الأزهري في منطقة شرق القناة (وتشمل محافظة الشرقية، والإسماعيلية، والسويس).
وكان من عادته أن ينزل إلى القاهرة كل أسبوع مرتين أو أكثر، ويكون قد جمع حوائج الناس ورتّبها على حسب أماكنها، فيزور الأزهر، ووزارة الأوقاف، والمصالح المختصة، ويشفع للناس، وكذلك كان شأنه في محافظة الشرقية، والإسماعيلية.
وكان وجيهًا لا يرد، وقضى الله تعالى على يده للناس حوائج كثيرة، ورفع عنهم همومًا كبيرة، وكان كريمًا لا يدخر شيئًا. وهو خطيب وشاعر مقدام. رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه عن عمله المبرور هذا خير الجزاء.
حدَّثني بذلك عنه الأخُ الصديقُ الشيخُ محمد بن سعد الشحيمي يوم الأربعاء (4) من صفر سنة (1436) = (26 – 11 – 2014م)، وكان زميلنا في دائرة الشؤون الإسلامية، ثم استقال وعاد إلى بلده وفقه الله تعالى.
***
-كلمات للشيخ محمد يونس الجَوْنفُوري (1355-1438):
هذه كلماتٌ للشيخ كتبتُها عنه مباشرة، رحمه الله تعالى:
-إذا بنى الإنسانُ بنيانًا بالعلم والخشية يكون النجاح.
-العلمُ الخشية.
-ولي الله الدهلوي غريقٌ في بحر الحكمة، وبحوثه موقوفة على موارد الحكم، وهو يطيل البحث، وقد لا يحصل الإنسان منه إلا الشيء اليسير.
-العلم بحر زخار وقد يدخل فيه الإنسانُ فيغرق نفسه.
-العلماء القدماء جهدوا كل الجهد، وعملوا كل العمل، وما تركوا شيئًا فيه شيءٌ نفيس إلا أظهروه للناس، وأما البحث الجديد فيكون فيه مضايق، نعم إذا وجد شيء يحتاج فيه إلى البحث فينبغي.
-حديث الراحمون رواه أبو داود والترمذي والبخاري في "الكنى".
-نروي هذا لا على شرط الترفع والتظاهر، أي شيء هذا!
-الشافعي إمام كبير، له علم كثير.
-والعلماء بعضهم فوق بعض، ولبعضهم بحث أكثر من بعض آخر.
-أنت قرأت "الجامع" وهو ينقل عن الشافعي وأبي حنيفة وأبي يوسف، ولكن الحنفية كانوا على كرسي الحكومة فكانوا يؤذون الناس ويأمرونهم أن يتبعوا إمامهم، هذا زعمي، والله أعلم بالصواب.
-البخاري كتب جزء "الرفع" للدفاع عن نفسه.
-بديع ..... رجل غال، وأمثال هؤلاء الناس لا أحبهم. نعم عنده مكتبة كبيرة، وفي آبائه علم.
ولكن عابد السندي رجل معتدل، ولذلك بُورك في علمه.
-الزيلعي عنده علم عام، واحتياط تام، ما رأيتُ مثله في التخريج، ولهذا قلت في أساتذتي: الإمام الجامع البحاث الزيلعي، انتفعت به وتعلمت منه كثيرًا، وما رأيت أحدًا من الموافقين والمخالفين إلا ويهابه، إذا قال "غريب" هاب ابنُ حجر أن يتكلم بحرف إلا قليلًا.
-وقال الشيخ عن طبعةٍ لكتاب "الرفع": له نسخٌ اشتهرت، فهل في هذه الطبعة شيء أو نسخة قديمة؟
-البخاري إمام الناس طرًّا لا يضاهيه أحد، لا في الحفظ ولا في المعاني، هو في مجموع حاله لا يُدانى ولا يسابق.
-قرأتُ صحيح البخاري على الشيخ زكريا، على طريق القواعد، وأكثر سنن أبي داود على طريق السماع.
-هؤلاء الكتانيون عندهم علم كثير، بيت علم.
-الغماريون ما رأيتهم إلا مِن بعيد.
-ينبغي للإنسان الاحتياط في حقِّ الكبار، وحين كنت شابًا كنت أنتقد، ولكني تبت إلى الله، ووهبتُ بعض الثواب لمن انتقدته، لا أحب النقد إلا على طريقة شيخنا يقول: هذا ما ذكره فلان، ولم أجده.
-والنووي يعترضُ ولكنه مخلصٌ في هذا الاعتراض.
-كنا نمكثُ في المطالعة ولا نأكل شيئًا، فإذا فرغنا في نصف الليل نسأل: ماذا ضيعنا؟ ثم يظهر لي أنني لم آكل.
-أكثر ما أذكره ... ليلٌ ليلٌ.
-الألباني لا أحبُّه، قسّم كتبَ الأئمة إلى صحيح وضعيف، وأبطل العمل بالضعيف، والناسُ مجمعون على العمل بكتبهم.
***
-البركة أول النهار:
عن صخر بن وداعة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم باركْ لأمَّتي في بُكورِها". وكان إذا بعث سريَّةً أو جيشًا بعثهم مِن أولِ النَّهار.
وكان صخرٌ -رضي الله عنه- رجلًا تاجرًا، وكان يبعث تجارتهُ من أول النهار فأثرى وكثر مالُهُ. رواه أبوداود (٢٦٠٦).
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع