مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


نماذج من صبر الصحابة على الأذى والشدائد(3)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


17/01/2023 القراءات: 364  


وأخرج أبو نعيم في الحلية عن هشام بن عروة عن أبيه قال : كان ورقة بن نوفل يمر ببلال وهو يعذب وهو يقول : أحد أحد . فيقول : أحد أحد ، الله يا بلال ثم يقبل ورقة بن نوفل على أمية بن خلف وهو يصنع ذلك ببلال فيقول : احلف بالله عز وجل لئن قتلتموه على هذه لاتخذنه حنانا .
حتى مر به أبو بكر الصديق يوما وهم يصنعون ذلك فقال لأمية : ألا تتقي الله في هذا المسكين حتى متى ؟ قال : أنت أفسدته فأنقذه مما ترى . فقال أبو بكر : أفعل عندي غلام أسود أجلد منه وأقوى على دينك أعطيكه به . قال : قد قبلت . قال : هو لك فأعطاه أبو بكر غلامه ذلك وأخذ بلالا فأعتقه .
ثم اعتق معه على الإسلام قبل أن يهاجر من مكة ست رقاب بلال سابعهم . وذكر أبو نعيم في الحلية عن ابن إسحاق كان أمية يخرجه إذا حميت الشمس فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ثم يقول : لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى .

وهو يقول في ذلك البلاء : أحد أحد . قال عمار بن ياسر وهو يذكر بلالا وأصحابه ما كانوا فيه من البلاء واعتاق أبا بكر إياه وكان اسم أبي بكر عتيقا رضي الله عنه .

جزى الله خيرا عن بلال وصحبه
( عتيقا وأخزى فاكها وأبا جهل
(
عشية هما في بلال بسوءة
( ولم يحذرا ما يحذر المرء ذو عقل
(
بتوحيده رب الأنام وقوله
( ولم يحذرا ما يحذر المرء ذو عقل
(
فإن يقتلوني يقتلوني فلم أكن
( لأشرك بالرحمن من خيفة القتل
(
فيا رب إبراهيم والعبد يونس
( وموسى وعيسى نجني ثم لا تبل
(
لمن ظل الغي من آل غالب
( على ضر بر كان منه ولا عدل
(

اللهم نور قلوبنا واجعل الإيمان لنا سراجا ولا تجعله لنا استدراجا واجعله لنا سلما إلى جنتك ولا تجعله لنا مكرا من مشيئتك إنك أنت الحليم الغفور ، اللهم ألحقنا بعبادك الصالحين الأبرار ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار ، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين . وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


نماذج من صبر الصحابة على الأذى والشدائد(3)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع