2- "قراءة حرة - وتجربة مرة - تحصل على شخصية درة" - المشكلة والإشكالية !
محمد فتحي زكي | Mohammed Fathi Zaki
20/02/2025 القراءات: 6
أولًا: مشكلة الدراسة (Research Problem)
التعريف:
هي القضية أو الظاهرة التي تثير قلقًا أو تساؤلات في مجال معرفي أو واقع ميداني، وتستحق الاستقصاء العلمي. تشكل المشكلة النقطة المركزية التي يدور حولها البحث، وتُبرر أهميته.
مثال:
"انخفاض معدلات القراءة لدى الشباب في المجتمع العربي رغم توافر الموارد التعليمية".
خصائصها:
1. واقعية: تعكس وضعًا قائمًا له دلائل ملموسة (إحصاءات، ملاحظات، تقارير).
2. وضوح السياق: تُحدد الزمان، المكان، والفئة المستهدفة.
3. إثارة التساؤل: تدفع إلى طرح "لماذا؟" أو "كيف؟" لاستكشاف أسبابها أو حلولها.
كيفية تحديدها:
• من خلال:
o الملاحظة الميدانية: مثل تناقص أعداد القرّاء في المكتبات العامة.
o الأدبيات السابقة: ثغرات في الدراسات أو نتائج متناقضة.
o الحاجة المجتمعية: مشكلات تؤثر على التنمية أو جودة الحياة.
طريقة الصياغة:
تُصاغ كجملة خبرية أو سؤال استفهامي عام، مع إبراز الفجوة بين الواقع والمأمول:
• مثال:
"تدهور جودة التعليم المهني في المنطقة X رغم زيادة الاستثمارات الحكومية خلال السنوات الخمس الماضية".
________________________________________
ثانيًا: إشكالية الدراسة (Research Question/Problematic)
التعريف:
هي الإطار النظري والتحليلي الذي يُحيط بمشكلة الدراسة، ويُحدد زاوية البحث الخاصة بالدراسة. تُعبّر الإشكالية عن التناقضات الفكرية أو الأسئلة المعرفية التي يسعى البحث إلى معالجتها، مستندًا إلى الأدبيات السابقة.
مثال:
"هل انخفاض معدلات القراءة لدى الشباب العربي يعود إلى عوامل ثقافية (كتراجع مكانة الكتاب) أم تقنية (كسيطرة المنصات الرقمية)؟".
خصائصها:
1. تركيز نظري: تربط المشكلة بالنظريات أو النماذج المعرفية.
2. إثارة الجدل: تظهر تعارضًا بين آراء الباحثين أو غموضًا في تفسير الظاهرة.
3. قابلية للتحقق: يمكن تفكيكها إلى أسئلة أو فرضيات بحثية.
كيفية تحديدها:
• من خلال:
o المراجعة النقدية للأدبيات: تحديد الثغرات أو التناقضات في الدراسات السابقة.
o التساؤلات الفلسفية: مثل العلاقة بين السبب والنتيجة، أو التفاعل بين متغيرات معقدة.
طريقة الصياغة:
تُصاغ كسؤال مركزي أو مجموعة أسئلة فرعية تُحدد مسار البحث:
• مثال:
"إلى أي درجة تُفسر العوامل الاجتماعية (كالتعليم الأسري) انخفاض معدلات القراءة مقارنةً بالعوامل التكنولوجية (كإدمان وسائل التواصل)؟".
________________________________________
الفرق الجوهري بين المفهومين:
المعيار مشكلة الدراسة إشكالية الدراسة
المستوى وصفي واقعي تحليلي نظري
التركيز "ماذا" تحدث الظاهرة؟ "لماذا" و"كيف" تحدث الظاهرة؟
المصدر الواقع أو الأدبيات العامة الجدل النظري في الأدبيات المتخصصة
الدور في البحث تبرير أهمية البحث توجيه الإطار النظري والمنهجية
________________________________________
كيفية توظيفهما لتعزيز جودة البحث:
1. الترابط بينهما:
o المشكلة تُبرر وجود البحث، بينما الإشكالية تُحدد مساره.
o مثال: إذا كانت المشكلة هي "تلوث نهر النيل"، فقد تكون الإشكالية: "فاعلية القوانين البيئية في الحد من التلوث الصناعي مقارنةً بالوعي المجتمعي".
2. صياغة الأسئلة والفرضيات:
o تُشتق أسئلة البحث من الإشكالية، لا من المشكلة العامة.
o مثال: من الإشكالية السابقة: "هل توجد علاقة بين تشديد العقوبات على المصانع وانخفاض نسبة الملوثات الكيميائية؟".
3. اختيار المنهجية:
o طبيعة الإشكالية (كمية/كيفية، تفسيرية/انتقادية) تُحدد المنهج والأدوات.
o مثال: إشكالية تعتمد على تناقضات نظرية تتطلب منهجًا تحليليًا مقارنًا.
4. تعميق الإطار النظري:
o الإشكالية تربط البحث بالنقاشات الأكاديمية الجارية، مما يضفي عمقًا نظريًا.
________________________________________
أخطاء شائعة يجب تجنبها:
• الخلط بين المصطلحات: استخدام "المشكلة" و"الإشكالية" بشكل تبادلي.
• الإشكالية الفضفاضة: مثل "دراسة ظاهرة X" دون تحديد زاوية التحليل.
• إهمال الربط بالأدبيات: صياغة إشكالية لا تستند إلى مراجعة نقدية للدراسات السابقة.
________________________________________
خاتمة:
التفريق بين المشكلة والإشكالية ليس تقنيًا فحسب، بل هو انعكاس لنضج الباحث الفكري وقدرته على ربط الواقع بالنظرية. صياغتهما بوضوح تُجنّد البحث ليكون إضافة نوعية للمعرفة، وتُسهّل على القارئ تتبع منطق الدراسة من البداية إلى النهاية.
المشكلة - الإشكالية - البحث - الإطار النظري - الدراسات السابقة - الفجوة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع