إذاعة العيون: الانطلاقة والبدايات
18/08/2023 القراءات: 884
بعد استرجاع مدينة العيون سنة 1975 بفضل المسيرة الخضراء المظفرة، تسلم المغرب أول إدارة مدنية رسمية من السلطات الإسبانية وهي «Radio Sahara » أي إذاعة العيون حاليا، في حفل بهيج حضره ثلة من الإعلاميين والمسؤولين المدنيين والعسكريين. ووقع محضر التسلم عن الجانب المغربي "محمد جاد"( ) الذي كان يشغل منصب مدير إذاعة طرفاية "صوت التحرير والوحدة"، و " عبد الحق السليماني" عن القطاع التقني بالإذاعة والتلفزة المغربية وبحضور عدد من أطر الإذاعة المغربية، وعن الجانب الإسباني "فريديريكو كامبو"، مدير إذاعة «Radio Sahara » ومساعديه.
بعد تجهيز هذه الإذاعة بالمعدات ولوازم العمل واستقطاب عدد مهم من الأطر والكفاءات التقنية والصحافية الوطنية والمحلية من أهل الصحراء، أصبح لإذاعة العيون نسبة متابعة وإشعاع كبيرين علما أنه في تلك الفترة لا يوجد منافس للراديو نظرا لانحصار دور التلفزة وانعدام الوسائل الأخرى، ويذكر أن إذاعة المملكة المغربية بدأت في بث برامجها من عيون الساقية الحمراء يوم 25 ديسمبر 1975 ”. ( )( )
هذا وقد كانت تعتمد كمصدر للأخبار المحلية والوطنية على مصالح وأقسام القواة المسلحة الملكية من خلال مبعوثيها إلى مختلف المناطق المجاورة بما فيها مدينة العيون والسمارة وبوجدور وطانطان والزاك وكلميم ...، أما الأخبار والأحداث الدولية، فكانت تصل عبر جهاز الراديو حيث يتكفل أحد العاملين الصحفيين بمتابعة الأحداث وكتابة تقارير عنها، وقد تعززت الإذاعة بعد ذلك بمجموعة من الأطر سواء المحلية أو الوطنية لتجويد الخدمات وتنويع العرض، حيث التحق بالفريق الإذاعي الإعلامي مصطفى العلوي (ثلاث أشهر)، لتعويض محمد داكة الذي التحق بالإذاعة المركزية بالرباط، إذ استأنف إعداد وتقديم برنامج ”صوت الصحراء”، وبذلك ارتفعت وثيرة إعداد البرنامج التي أصبحت تعد وتقدم بوثيرة يومية، إضافة إلى كتابة التعاليق السياسية التي كانت تقدم بعد نشرات الأخبار بالإذاعة، وكان يتولى قراءتها أحمد الهيبة وياه، الذي بالمناسبة تحمل فيما بعد مهمة الإشراف على تسيير إذاعة الداخلة في الفترة بين 2005 و 2020، وهكذا انطلقت المسيرة وحققت أهدافها وعينت الأطر والإداريين المغاربة الذين سيتسلمون مقاليد تسيير بعض الإدارات الاستراتيجية من المستعمر الإسباني، وكان ضمن هذه الأطر، الفريق الإذاعي الذي كلف باستلام مبنى إذاعة العيون، وكان مكونا من محمد جاد ومجد عبد الرحمان وبنعيسى الفاسي واحمد عكا وبعض التقنيين، أما محمد داكة فقد التحق بالفريق أواخر شهر دجنبر 1975، مع العلم أنه وطبقا لاتفاقية مدريد، كان من المفروض أن يتم تسليم الإذاعة يوم 28 فبراير 1976، وفي انتظار هذا التاريخ كان الاتفاق مع السلطات الإسبانية، يقضي بتخصيص ساعة يومية واحدة للفريق الإذاعي المغربي لتقديم مواد وأخبار بالعربية والحسانية حيث كان الفريق مستقرا بفندق "برادور" يمارس عمله وفق ما اتفق عليه( ) _كان يحتوي الفندق فقط على 30 غرفة مما حدا بالبعض نظرا لاكتظاظ الفندق بالشخصيات والمسؤولين المدنيين والعسكريين للنوم في باحة الفندق _ ولكن المفاجئة أن القوات الإسبانية قررت إخلاء الإذاعة قبل هذا التاريخ، وهكذا تسلم المغرب إذاعته وتم تدشينها من طرف السادة أحمد بنسودة وادريس بنونة المدير العام للإذاعة والتلفزة المغربية آنذاك، وشرعت الإذاعة الجهوية في بث موادها وبرامجها بلازمة محمد جاد الشهيرة الذي قال ”هنا العيون إذاعة المملكة المغربية ”.... وكانت لحظات مؤثرة وتاريخية كنا سعداء ونحن نعيش هذه المرحلة الحاسمة في تاريخ المغرب الحديث يقول داكة، وفي نفس اليوم عين محمد جاد مسؤولا عن الإذاعة الجهوية لمدينة العيون( ).
إذاعة العيون- الانطلاقة - البدايات - التأسيس
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف