مدونة الدكتور محمد محمود كالو


الأرغونوميا: النشأة، الأهداف، الأنواع، والتطبيق

الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو | Prof. Dr. Mohamed KALOU


05/02/2023 القراءات: 6447  


الأرغونوميا: النشأة، الأهداف، الأنواع، والتطبيق

لقد ظهر مفهوم الأرغونوميا في علم المنطق عند اليونان، وبخاصة في كتابات هوميروس، وكلمة أرغونوميا كلمة يونانية معناها قوانين العمل.
بداية ظهور الأرغونوميا كانت سنة 1949 م، ولم يأتِ فجأة، بل هو ناتج عن مجموعة من البحوث من طرف المختصين في ميادين عديدة، حيث مرت الأرغونوميا بأكثر من مرحلة.
فالإرغونوميا تعنى بالتوافق والملائمة والمطابقة بين البشر والأشياء التي يستخدمونها، والأشياء التي يفعلونها، والبيئة التي يعملون خلالها وينتقلون في أرجائها بل والتي يلهون ويلعبون فيها، وإذا ما تحقق هذا التوافق والملائمة بشكل جيد فإن الضغوط التي تقع على البشر تقل، وسيشعرون بالراحة أكثر، وسيمكنهم أداء مهامهم أسرع وأسهل، وسيقعون في عدد أقل من الأخطاء.
وهدف الأرغونوميا هو المساهمة في التقليل من الآثار السلبية لظروف العمل على صحة العامل، كما يجب عليها إحصاء الآثار والانعكاسات النفسية والفيزيولوجية للنشاطات المهنية.
وحتى الآن هناك خمسة أنواع للأرغونوميا:
الأرغونوميا الفيزيائية: وتهتم بدراسة الجوانب الفيزيائية للمستخدم، والخاصة أبعاد وقياسات الجسم الإنساني، والمدى الحركي والحدود البعدية لأطرافه ومقاومتها، والقوة العضلية.
الأرغونوميا المعرفية: ويهتم بدراسة الإدراك الحسي والعمليات العقلية والذهنية والنفسية المستخدمة في استقبال ومعالجة المعلومات والفهم والتذكر واتخاذ القرار.
الأرغونوميا الوجدانية: وتهتم بدراسة الانفعالات مثل: الرضا، الحب، الإحباط، الارتباك، والقلق، وهدفه تحديد درجة الرضا والميل إلى الانفعال بالمنتج والنظم، وتحديد ماذا يقبل الإنسان أو يرفض.
الأرغونوميا الوبائية: وتهتم بدراسة أسباب ومدى ارتباط حدوث الأمراض وحوادث العمل وتصميم أماكن العمل، لتوفير طرق العلاج وأفضل الحلول.
الأرغونوميا التنظيميّة: وتهتم بدراسة القضايا التنظيمية وتصميم أنظمة أماكن وطريقة العمل، وتناسق المهام والأنشطة بين العاملين، ومراقبة العمليات والعمال، وكيفية دمج كل من الناس والتكنولوجيا، والمهام، والمظاهر البيئية في نظام العمل.
فمثلاً: يمكن الاستفادة من علم الأرغونوميا في تصميم أثاث مكتبة، أو بيئتها، بحيث تتناسب مع العاملين والمستفيدين، وذلك للحصول على أقصى كفاءة لأداء الأفراد، وبالتالي الحصول على أقصى إنتاجيّة ممكنة وبدون بذل جهد زائد، من خلال عدة نقاط منها:
1) تهيئة الظروف لبيئة المكتبة (إضاءة، تهوية، رطوبة، ضوضاء، ألوان، تصميم المقاعد والطاولات، والخزائن والرفوف، والأجهزة الإلكترونيّة مع اختيار الشاشة المناسبة ووضعها في المكان المناسب، وحتى ضبط ارتفاع لوحة المفاتيح، وهيئة وحجم المؤشر الفأرة، وغير ذلك) والمؤثرة على سلوك المستخدم، بما يكفل أداء أفضل، في أقصر وقت وأقل جهد وأكثر قدر من رضى المستخدم وراحته.
2) يساعد علم الأرغونوميا مستخدم الحاسوب في تقليل الشعور بعدم الراحة الناتج عن اتخاذ وضعية ثابتة لفترات طويلة أو تكرار بعض الحركات.
3) مراعاة الفروق الفرديّة بين العنصر البشريّ المتواجد بالمكتبة·
4) تحسين وتطوير تصميم أثاث المكتبة ليتناسب والمستخدم والحد من الأمراض المهنيّة.
5) رفع كفاءة الأداء.
6) زيادة الإنتاج وتحسين الخدمة.
7) تحقيق الأمان والصحة للعاملين والمستفيدين على السواء.
8) تقليل نسب الغياب بالنسبة للموظفين.
9) جذب المستفيدين للمكتبة.


الأرغونوميا، قوانين العمل، الملاءمة، التوافق، تصميم


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع