مدونة بلمقدم يحيى


أخلاق المهنة أو آداب المهنة

بلمقدم يحيى | Belmokaddem yahia


11/04/2023 القراءات: 769  


إذا كان عالم الاجتماع الفرنسي ألان توران يقول: " قارب الحداثة يحملنا كلنا يبقى فقط أن نعرف هل نحن ملاّحون أو مسافرون حاملي أمتعة " عندما يتكلّم عن الحداثة، فأنا أقول عندما أخاطب ما يعرف ويسمى "بالأسرة التربوية ": " قارب التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي يحملنا كلّنا كأساتذة وإداريين يبقى فقط أن نعرف هل نستحق مهنة التعليم أم لا".
الإجابة واضحة من الجهتين إمّا نعم أو لا.
فإذا أجبنا بنعم المطلوب من كل واحد منّا أن يتمتّع بأخلاق المهنة أو آدابها ... فما هي آداب أو أخلاق المهنة؟
قبل الإجابة عن هذا السّؤال لابدّ أن نحدّد بعض المفاهيم الجزئية:
1- الأخلاق: حثّت عليها جميع الأديان السّماوية ( اليهودية، المسيحية، الإسلام)، والأرضية ( البوذية، الزّراديشتية، الماوية، الطّاوية... )، كما نادى بها المصلحون (مثل عالم الاجتماع ومؤسّسه الفرنسي حسب اعتقاد الغرب إيزودور فرانسوا ماري كازافييه أوجست كونت (1798-1857) عندما أراد إصلاح المجتمع الفرنسي خصوصا والأوروبي عموما بعد الثورة الفرنسية سنة 1789.
فالأخلاق وسيلة للمعاملة بين النّاس، وقد تغنّى بها الشّعراء في قصائدهم حيث يقول أحمد شوقي:
إنّما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
أمّا نظرة الفلسفة الليبيرالية فإنّ الأخلاق: هي منظومة قيم يعتبرها النّاس بشكل عام جالبة للخير وطاردة للشّر...إلخ.
2- المهنة:
" هي وظيفة مبنية على أساس من العلم والخبرة اعتبرت إختيارا مناسبا حسب مجال العمل الخاص بها، وهي تتطلّب مهارات وتخصّصات معيّنة، ويحكمها قوانين وآداب لتنظيم العمل به".
3- الآداب:
الآداب من منظور إسلامي " هي مجموع سلوكيات وأفعال وتصرّفات حميدة التي وردت في الشّريعة الإسلامية، وتؤدّي إلى احترام النّفس، واحترام الآخرين في المجتمع".
4- آداب المهنة أو أخلاق المهنة:
هي مجموعة من القواعد والآداب السّلوكية والأخلاقية التّي يجب أن تصاحب الإنسان المحترف في مهنته اتجاه عمله، واتجاه المجتمع ككل، واتجاه نفسه وذاته".
إذا رجعنا إلى النقطة التي انطلقنا منها لهذه المحاولة لفهم معنى أخلاق المهنة أو آدابها، ونموقع أنفسنا في القارب الذي يحملنا أي:
نكون في الموقع الأوّل (أي نستحق مهنة في التّعليم كأساتذة وإداريين ... إذا توفّرت فينا الشّروط التّالية كإجابات لهذه الأسئلة:
- هل سلوكاتنا وأفعالنا وتصرّفاتنا حميدة؟
- هل احترمنا أنفسنا اتجاه الزّملاء والمسؤولين وحتّى التّلاميذ أبناءنا؟
- هل احترمنا الآخرين من أولياء وعمّال ...؟
- هل نعمل على زرع روح التّعاون فيما بيننا؟ إلى غير ذلك من الأسئلة التي ينبغي أن نطرحها على أنفسنا.
إذا كانت الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها في هذا الاتجاه بنعم نكون قد حقّقنا الهدف المنشود من المهمّة الشّاقّة التي نؤدّيها، وإذا كانت الإجابة بلا فنحن نعيش حالة اغتراب كما يقول عالم الإقتصاد والاجتماع الألماني كارل ماركس (1818-1883) عن المدرسة أوّلا وعن المجتمع الذي نعيش فيه ثانيا، هذا من النّاحية الاجتماعية.
أمّا من النّاحية النّفسية فنحن نعيش حالة انفصام الشّخصية وهي مرض خطير يصيب الانسان...إلخ.
هاتين الحالتين (الاغتراب، والانفصام) وقودها ومحورها الجوهري ما يعرف عند الأفراد والجماعات والمجتمعات بالازدواجية، أمّا من النّاحية الدّينية لمن يعتقد بالإسلام فنحن في أخطر خانة التي حذّرنا منها الله عزّوجل ورسوله صلّى الله عليه وسلّم وهي النّفاق...إلخ.


الأخلاق، المهنة، الآداب، التعليم.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع