مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


سلسلة السيرة النبوية 🔻الهجرة (3)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


18/02/2023 القراءات: 398  


وقد مر الرسول صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه في طريق الهجرة بإمرأة تدعى أم معبد الخزاعية وكانت تطعم وتسقى المارة ، فسألاها خبزا ولحما ،فاعتذرت لأنها لم تملك شيئا إلا شاة خلفها الجهد عن الغنم، ولم يكن فيها لبن وطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم الشاة ومسح ضرعها ودعا فدرت لبنا غزيرا ،كفى الجميع بما فيهم أم معبد ثم ارتحل الركب صوب المدينة ،فلما رجع أبو معبد ورأى اللبن سأل أم معبد عن الأمر فروت له الحادثة ووصفت له النبي صلى الله عليه وسلم فأدرك أنه الرجل الذي تطلبه قريش

وتبعهما في الطريق سُرَاقة بن مالك‏ ، ولندع رواية سراقة بن مالك تكمل الخبر التاريخي ففيها تفاصيل تكشف عن المعجزة النبوية.
قال سراقة : جاءنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر دية لكل واحد منهما مائة ناقة من قتلهما أو أسرهما ، فبينما أنا جالس في مجلس من مجالس قومي أقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس

فقال : يا سراقة إني قد رأيت آنفا أسودة بالساحل أراها محمدا وأصحابه
قال سراقة : فعرفت أنهم هم ، فقلت له: إنهم ليسوا بهم ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بأعيننا

ثم لبثت في المجلس ساعة ثم قمت فدخلت فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي وهي من وراء أكمة فتحبسها علي وأخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت حتى أتيت فرسي فركبتها فرفعتها تقرب بي حتى دنوت منهم فعثرت بي فرسي فخررت عنها ، فقمت فأهويت يدي إلى كنانتي فاستخرجت منها الأزلام فاستقسمت بها أضرهم أم لا فخرج الذي أكره

فركبت فرسي وعصيت الأزلام تقرب بي حتى إذا سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت وأبو بكر يكثر الالتفات ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين فخررت عنها ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها فلما استوت قائمة إذا لأثر يديها عثان ساطع في السماء مثل الدخان

فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي أكره فناديتهم بالأمان فوقفوا فركبت فرسي حتى جئتهم ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: إن قومك قد جعلوا فيك الدية وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم

وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزآني ولم يسألاني إلا أن قال :"أخف عنا" فسألته أن يكتب لي كتاب أمن فأمر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من أديم ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورجع سراقة فوجد الناس في الطلب فجعل يقول :قد استبرأت لكم الخبر ، قد كفيتم ما هاهنا ،وكان أول النار جاهدا عليهما وآخره حارسا لهما
البخاري

وفي الطريق لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير رضي الله عنه ، وهو في ركب من المسلمين، كانوا تجارًا قافلين من الشام، فكسا الزبير رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ثيابًا بياضًا‏.‏
البخاري


سلسلة السيرة النبوية 🔻الهجرة (3)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع