مدونة زهراء رياض علي الطائي


ازدواجية المعايير الدولية لأسباب عقدية "فلسطين انموذجاً " الجزء الثاني

زهراء رياض علي الطائي | Zahraa Riyadh Ali Altaee


19/10/2023 القراءات: 626  


ولنسلط الضوء على تفسير الآيات الأولى من سورة الإسراء، لكي ينجلي لنا الموقف عن نهاية اليهود على أيدي المسلمين بإذن الله.
قال البغوي (رحمه الله) في معنى (قضينا): (أي أعلمناهم وأخبرناهم فيما آتيناهم من الكتب أنهم سيفسدون) .
وذهب المناوي في فتح القديرإلى أن معنى (قضينا) تأخذ معاني عدة فهي إما أنها تعني: (أعلمنا وأخبرنا)... ثم قال: (وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: ﴿ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ ﴾، قال: أعلمناهم، وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال: أخبرناهم، وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه قال: أخبرناهم).
وقال البيضاوي في معنى (وقضينا إلى بني إسرائيل): (وأوحينا إليهم وحياً مقضياً مبتوتاً)
وقد ورد في زاد المسير تفسير قوله تعالى: "وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب"، قولان: أحدهما: أخبرناهم (رواه الضحاك عن ابن عباس)، والثاني: قضينا عليهم (رواه العوفي عن ابن عباس وبه قال قتادة)، فعلى الأول تكون (إلى) على أصلها، ويكون الكتاب التوراة، وعلى الثاني تكون (إلى) بمعنى: على، ويكون (الكتاب) الذكر الأول.
وفي مختصر ابن كثير : يخبر الله تعالى أنه قضى إلى بني إسرائيل في الكتاب: أي تقدم إليهم وأخبرهم في الكتاب الذي أنزله عليهم أنهم سيفسدون في الأرض مرتين ويعلون علواً كبيراً أي يتجبرون ويطغون ويفجرون على الناس، كقوله تعالى: (وَقَضَيْنَا إِليهِ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ: أي تقدمنا إليه وأخبرناه بذلك وأعلمناه به.
ثم يأتي السياق القرآني من نفس سورة الإسراء ليبين لنا كيف أن اليهود لاقوا فيما مضى من العذاب على أيدي عباد الله ما لاقوا نتيجة أفعالهم القبيحة الشنيعة التي كانوا يستحقون عليها الإذلال والتنكيل والعقوبة الحاسمة، وهذا هو حالهم عبر العصور، حيث نص القرآن الكريم على ذلك قال: ﴿ فَإذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً ﴾ .
قال ابن كثير: قوله ﴿ فَإذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا ﴾﴿ بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولي بَأْسٍ شَدِيدٍ ﴾ أي سلطنا عليكم جنداً من خلقنا أولي بأس شديد ﴿ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيارِ ﴾ أي تملكوا بلادكم وسلكوا خلال بيوتكم أي بينها ووسطها، وانصرفوا ذاهبين وجائين لا يخافون أحداً ﴿ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً ﴾،
قال الشيخ الأشقر في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً ﴾ أي يدمِّروا ويهلكوا، (ما علو) أي ما غلبوا عليه من بلادكم أو مدة علوهم، (تتبيراً) أي تدميراً.
فآيات سورة الإسراء فيها تصريح على نهاية اليهود، ونهايتهم تكون في بيت المقدس بإذن الله، وهذا ما نشاهده اليوم بأم أعيننا، بأن إفسادهم يزيد إلى حد أنهم يقتلون الآلاف من أبناء المسلمين، ولكنهم لم يستطيعوا أن يحققوا أي نصر، مصداقا لقوله تعالى ﴿ لَنْ يَضُرُّوُكُمْ إِلاَّ أَذَىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمْ الأدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ ﴾،
أما ما ورد في الحديث النبوي، فقد روى الشيخين البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة: “أن رسول الله ﷺ قال: لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تُقاتِلُوا اليَهُودَ، حتَّى يَقُولَ الحَجَرُ وراءَهُ اليَهُودِيُّ: يا مُسْلِمُ، هذا يَهُودِيٌّ وَرائي فاقْتُلْهُ”
وفي رواية أخرى في صحيح مسلم: حَدَّثَنا أبُو بَكْرِ بْنُ أبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عن ابي هريرة، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قالَ: ” لا تَقُومُ السّاعَةُ حتّى يُقاتِلَ المُسْلِمُونَ اليَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ المُسْلِمُونَ حتّى يَخْتَبِئَ اليَهُودِيُّ مِن وراءِ الحَجَرِ والشَّجَرِ، فيَقولُ الحَجَرُ أوِ الشَّجَرُ: يا مُسْلِمُ يا عَبْدَ اللهِ هذا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعالَ فاقْتُلْهُ، إلّا الغَرْقَدَ، فإنّه مِن شَجَرِ اليَهُودِ.. .
وروى الإمام أحمد عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، على من يغزوهم قاهرين، لا يضرهم من ناوءهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك. قيل: يا رسول الله! وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس).
ومما ورد عن فضل ارض فلسطين أُولى القبلتين وثالث الحرمين ، عن جابر بن عبد الله عن النبي ﷺ قال:(فَضْلُ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ عَلَى غَيْرِهِ مِائَةُ أَلْفِ صَلَاةٍ، وَفِي مَسْجِدِي أَلْفُ صَلَاةٍ، وَفِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَمْسُمِائَةِ صَلَاةٍ)، عن أبي ذر رضي الله عنه قال:(تَذَاكَرْنَا وَنَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ َ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ: مَسْجِدُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ، أَوْ مَسْجِدُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ فِيهِ، وَلَنِعْمَ الْمُصَلَّى، وَلَيُوشِكَنَّ أَنْ يَكُون لِلرَّجُلِ مِثْلُ شَطَنِ فَرَسِهِ مِنَ الْأَرْضِ حَيْثُ يَرَى مِنْهُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا – أَوْ قَالَ: خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا).



تفسير سورة الإسراء- فلسطين قضية عقيدة- الاحتلال الصهيوني


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع