مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


سلسلة أمهات المؤمنين رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها(2)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


27/04/2023 القراءات: 180  


بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعد أن اختار الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم إلى جواره، أقامت رملة في بيتها وفية لذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الزوج الحبيب… وكان والدها أبو سفيان وأهلها، قد دخلوا في الإسلام، منذ فتح مكة، فحسنت الصلة بينها وبينهم وتوثقت، وازدادت رسوخاً على مر الأيام.
ولقد عرف لها الناس جميعاً العامة والخاصة، الخلفاء والأصحاب، الرجال والنساء الكبار والصغار… عرفوا مكانتها ومنزلتها، فاحترموها أبلغ احترام وأجله، وفاءً منهم لنبيهم صلوات الله وسلامه عليه.
كان الخلفاء يأتونها زائرين، ويعينونها بالمال قسمها الذي يكفيها مؤونة الحاجة. وكم من فتنة حدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة الفتنة الكبرى أيام عثمان رضي الله عنه، فلم تشارك في أي منها… لا بالقول ولا بالفعل، ولم تنطق بكلمة يشتم منها تحيز لفريق دون آخر… بل حرصت كل الحرص على أن تقول الكلمة الطيبة التي تدعو إلى وحدة صف المسلمين والتفافهم حول الدين الحنيف، والتزامهم به، واعتصامهم برب العالمين، واستمساكهم بحبله المتين.
وروت رضي الله عنها ما سمعت ووعت من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسهمت في تنمية التراث العلمي الإسلامي، عقيدة وفقهاً وأدباً، لقد كانت أم حبيبة رضي الله عنها سيدة جليلة بكل ما في الكلمة من معنى وقورة متزنة هادئة، لا يستخفها أمر أو حدث، مهما بلغ عنفه أو فاعلية تأثيره.
الوفاة: ولم تكن رضي الله عنها تخرج من بيتها إلا لصلاة، ولم تكن تترك المدينة إلا لحج..! ولما كان العام الرابع والأربعون بعد الهجرة، أحست أم حبيبة بالضعف يسير إلى جسمها، والوهن يدب في كيانها، كيف لا… وقد شارفت على نهاية العقد السابع من عمرها، وعانت من ظروف قسوة الأحداث أشدها؟! وما هي إلا أيام حتى توفاها الله تعالى ودفنت بالبقيع.
رضي الله عنها وأرضاها، وأنزلها من لدنه منزلاً مباركاً طيباً


سلسلة أمهات المؤمنين رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها(2)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع