مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (273)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


06/03/2025 القراءات: 13  


-الدين يسر:
يسِّرْ وسِرْ ولا تكنْ معنِّتًا ... واسمحْ وسامحْ واتسعْ في اللينِ
واذكرْ بأن العُنفَ خرْقٌ سيئٌ ... واليسر مِنْ سماتِ هذا الدِّينِ
دبي: الخميس (6) مِن رمضان (1446) = (6 / 3 / 2025م).
***
-قيمة الإنسان:
قال الحكيم الراغب الأصفهاني: "جملة الأمر أن الإنسان هو زبدة هذا العالم، وما عداه مخلوق لأجله".
***
-مفلوك لا معلول:
جاء في ترجمة شهاب الدين أحمد بن علي بن عبدالله الدَّلجي (ت: 838) في «الدارس في تاريخ المدارس» (1/ 110):
«وجمعَ مختصرًا تكلَّمَ فيه على قول الناس: فلانٌ معلول، وذكرَ فيه فوائدَ».
قلتُ: ولفظة (معلول) محرفة، والصواب: مفلوك، حُرِّفتْ لغرابتها.
وجاء فيها: «ولم يتزوج عمرة». والصواب: عُـمُرَه.
***
-دعاء الشهاب الدَّلجي:
قال في آخر كتابه «الفلاكة والمفلوكون» (ص: 145):
«(اللهم) يا رحمن يا رحيم، يا واسع يا عظيم، يا ذا الفضل العميم، والمنِّ الجسيم، يا مُعطيًا قبل السؤال، وعالمًا بالحال، أسألُك بأسمائك كلها، وصفاتك أجمعِها، وبكلِّ ما إذا ما دُعيتَ به أجبتَ أنْ تكشفَ عناصر الفلاكة والإهمال والحرمان، وأنْ تصرفنا عن مواقع الشرِّ والخذلان، وأنْ تحفظ ألسنتَنا وقلوبَنا من الشيطان، وأنْ تكلأنا بالتوفيق وتؤيدنا بالتكلان، يا رحيم يا رحمن، لا حول ولا قوة إلا بك يا علي يا عظيم.
(اللهم) إني أشكو إليك ضعفَ حيلتي، وقلة قوتي، وهواني على الناس، رب المستضعفين وربي، إلى مَن تكلني، إنْ لم يكن بك غضبٌ عليَّ فلا أبالي، لكن رحمتك أوسع لي.
(اللهم) اقبلْ معاذيري، وتجاوِزْ عن تقصيري، ولا تتركني حقيرًا، ولا تسلطْ عليَّ تغييرًا، واجعلْ لي مِن لدنك سلطانًا نصيرًا.
(اللهم) قد رفعتُ يديَّ إليك فلا تردَّهما صفرًا.
(اللهم) ضعْ فيهما مِن خيرِك وبركتِك.
ما أنتَ بالسببِ الضعيفِ وإنما … نُجحُ الأمور بقوة الأسبابِ
فاليومَ حاجتُنا إليك وإنما … يُدعى الطبيبُ لساعةِ الأوصابِ
(اللهم) انقطع الرجاءُ إلا منك، وحصل اليأسُ إلا من رحمتك، لا تعكس ظنًّا قد عوَّل
على فضلك، ولا تخيِّبْ أملًا طال تعلُّقُه بك، أعتقْ عنقًا مُدَّ إليك مِنْ رقِّ غيرِك، فكَّ أسيرًا لا يملكُ فكاكَه إلا أنت.
(اللهم) ليس على عطائك عائقٌ، ولا يعجزك شيءٌ، فلك القدرة الكاملة، والرحمة الواسعة، والحكمة البالغة، وكلتا يديك سخاء [كذا والصواب: سحّاء]، ولا ينقصُ فيضَك العطاء، وتستحي مِن [أنْ] تخيّب آمليك غايةَ الحياء، وعلمُك قد أحاط بما في الأرض والسماء، وبما في الظواهر والضمائر من الجلاء والخفاء، انظرْ إلينا منك بنظرةٍ رحيمة، ربنا مسَّنا ضرُّ نفوسنا (وإنْ لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)، (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين)، سمعَ الله، نظرَ الله، سبحان الله، آمين، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم».
وقد اتهم الرجلُ بالزندقة! وما هذا الدعاء دعاء زنديق. رحمه الله تعالى.
***
-من شعر شيخ الإسلام عارف حكمت:
جاء في ترجمته في «حلية البشر » (ص: 144- 145):
«قال:
إنّ الزمان يعادي من له شرفٌ … قواه عند أولي الأنظار برهانُ
فللشموس زوال حيثما ارتفعتْ … وللبدور إذا يكملن نقصانُ
وقال:
ألا أن أهنا العيش باكورة الصبا … وإن الفتى في روضه يانع الغصنِ
وأصعبه ما جاور الشيب حينما … حكى البدنُ المنفوشَ من ناعم العهنِ
ومن جملة توسلاته:
يا مَن إليه الملتجا … فيما يُخاف ويرتجى
أنت المجيب لكل مَن … يدعوك في غسق الدجى
ولكم كشفتَ غياهبًا … مِن بعد ما انقطع الرجا
أنت المغيث لكل ملـ ... هوف حشاه تأججا
قد أقلق المهجَ الضعا … فَ أذى الزمان وأزعجا
يتلجلج النطقُ الفصيـ ... ح لدى الرجاء تلجلجا
ولقد أضاق عليَّ من … كل الجهات المخرجا
بين الجوانح والحشا … حرُّ الهموم تأججا
بحياة خيرتك الذي … للخير أوضح منهجا
أزكى الصلاة مع السلا … م عليه ما داعٍ نجا
ومنها:
اصبرْ إذا باب المنى … سدتْ عليك يدُ الحرجْ
تمنحْ فتوحَ مهيمنٍ … فالصبرُ مفتاحُ الفرجْ».
***
-حسن التصرف:
جاء في «أخبار الظراف والمتماجنين» لابن الجوزي (ص82):
«رأى الفتحُ بن خاقان شيئًا في لحية "المتوكل"، فنادى: يا غلامُ: مرآة أمير المؤمنين؛ فجيء بها، فقابلَ بها وجهَه حتى أخذ ذلك الشيء بيده». ولولا فطنته لمد يده إلى لحية الخليفة!!
***
-جدَّ في الإصلاح:
قال الناسخ محمد بن كامل التدمري الشافعي في آخر نسختهِ من كتاب "المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز" لأبي شامة، التي كتبها في المدرسة العادلية بدمشق والنتهى منها في (3) من شوال سنة (724): "ولي عند فراغه:
فكأني بيدي قد بليتْ ... وتلاشتْ في ترابٍ أَهْـيلِ
رحم اللهُ امرءًا معتبرًا ... جدَّ في إصلاحهِ للعمل".
***
-المبالغة في الوفاء للشيخ:
حدثني الشيخُ محمد مطيع الحافظ قال: تزوج الشيخ أبو الخير الميداني بنت شيخه عيسى الكردي وقد أوصاه أن يحافظ عليها، وظهر أنها لا تلد فصبر الشيخ أبو الخير ولم يتزوج عليها وقد عُرضت عليه بنات عوائل كبيرة. وقال: لا أريد أن أزعل شيخي في قبره.
قلتُ: وهذا اجتهاد من الشيخ أبي الخير ومبالغة في الوفاء، وإلا فالتعدد العادل لا يظلم الزوجة ولا يغضب الشيخ، ولا سيما مع وجود سبب مقنع، والله أعلم.
***
-مِن حكم الزُّهاد:
ذكر في ترجمة الزاهد القدوة الرباني حاتم بن عنوان البلخي الواعط الناطق بالحكمة (ت: 237) في «النبلاء» (11/ 485- 487) جملة من أقواله، منها:
- مَن أصبح مستقيمًا في أربع، فهو بخير: التفقه، ثم التوكل، ثم الإخلاص، ثم المعرفة.
-تعاهدْ نفسك في ثلاث: إذا علمتَ [كذا في نسخة المكتبة الشاملة، والصحيح كما في المطبوع: عملتَ]، فاذكرْ ‌نظر ‌الله إليك، وإذا تكلمتَ، فاذكرْ ‌سمع ‌الله منك، وإذا سكتَّ، فاذكرْ علمَ الله فيك.
-المؤمن لا يغيب عن خمسة: عن الله، والقضاء، والرزق، والموت، والشيطان".


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع