رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (232)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
14/12/2024 القراءات: 183
-منهج الواقدي في التوثّق والتحقق:
قال د. مارسدن جونس في مقدمة "المغازي" للواقدي (المقدمة/ 6):
«وقد أفاضتْ أكثر المراجع في ذكر عناية الواقدي بجمع التفاصيل عن الأخبار والأحاديث والروايات المختلفة، وأشادتْ بجهوده فى هذا السبيل.
روى ابنُ عساكر، والخطيب البغدادي، وابنُ سيد الناس عن الواقدي أنه قال: ما أدركتُ رجلًا من أبناء الصحابة وأبناء الشهداء، ولا مولى لهم إلا سألتُه:
هل سمعتَ أحدًا من أهلك يخبرك عن مشهده وأين قُتل؟ فإذا أعلمني مضيتُ إلى الموضع فأعاينه، ولقد مضيتُ إلى المُريسيع فنظرتُ إليها، وما علمتُ غزاةً إلا مضيتُ إلى الموضع حتى أعاينه.
وقد رُويت أخبار مشابهة عن هارون الفروى، قال: رأيتُ الواقدي بمكة ومعه ركوة، فقلتُ: أين تريد؟ قال: أريد أن أمضي إلى حُنين، حتى أرى الموضع والوقعة.
ويشهد لنباهة الواقدي في هذا الشأن ما ذُكر من أن هارون الرشيد، ويحيى بن خالد البرمكي- حين زارا المدينة في حجّهما- طلبا مَنْ يدلهما على قبور الشهداء والمشاهد، فدلوهما على الواقدي الذي صحبهما في زيارتهما، ولم يدع موضعًا من المواضع ولا مشهدًا من المشاهد إلا مرّ بهما عليه».
وهكذا فليكن البحث.
***
-مراسلة أخوية:
نَشرتُ في [٧ /١٢ / ٢٠١٩]: 🌴 مِنْ عجائبِ الخلق جعلُ الله -تبارك وتعالى- بعضَ الأرض مهدَ إبداعٍ وسيلانِ ذهنٍ وتفتُّق أفكار... وبعضَها مكانَ كسلٍ وخمولٍ وحصيدٍ وخمودٍ.
فقال الأخُ الكريمُ د. علي عدلاوي - الجزائر: جمع الله لكم بلاغة اللسان، وحكمة الجنان، وسداد البيان.
فقلتُ: ولكم مثلها: جعلكم الله كحامل المسك، ونفعنا بكم في الدارين.
أخوان في الرحمن قرَّبَ بينهم ... علمٌ وإنْ تك ناءت البلدانُ
العلمُ أجملُ نسبةٍ وكفى به ... نسبًا وفيه الفضلُ والإحسانُ
***
-حب الكتب وداعي العيش:
أنشدني الأديب الأريب الشيخ يحظيه محمد عالي الشنقيطي لنفسه:
ولي كتبٌ أنستُ بها عتاقٌ ... غوان بالحقيقة عن ثنائي
أود حديثَها وتود أخرى ... ضرارًا، هل لدائي مِن دواءِ؟
فبينا واللقاء بتلك غَضٌّ ... وأكؤسه تُدار على الهناءِ
وأعذاقُ العوارف في تدان ... وأعذار العواذل في تناءِ
تلوح خلال منطقها فهومٌ ... ألذُّ على التجانس من لقاءِ
وبينا والحديث له شجونٌ ... وقد سكن الغديرُ على صفاءِ
إذ الداعي دعى لوصال أخرى ... فكان عليَّ تلبية النداءِ
أجلْ ليست كتلك إذا تبدتْ ... ولا جاراتها بِذُرى كَداءِ
ولكنْ عندها عهدٌ رعته ... ورعيُ العهد شيمةُ ذي الوفاءِ
فلولاها تمندل بي أناسٌ ... ولا حُمَّ ارتحالي واقترائي
ولا عيبٌ بها لولا ديونٌ ... ومطلُ ذوي الثرا وذوي الثراءِ
وأعذارٌ وإنكارٌ وقطع اتْـ ... تِصالك فاتّصالُكَ في هواءِ
فهل أريَنَّ مالكَ شاحنات ... مليٌّا لا يماطل بالقضاءِ
أوَفِّرُ ما يريدُ له ويقضِي ... إذا حان القضاءُ بلا عناءِ
وأفرُغ للتي أنسي لديها ... وليس لغيرِها أبدًا وَلائي؟
***
-عون الرب وحده:
أنشدني الأستاذ الدكتور عماد ملكاوي لنفسه:
تَضيقُ عليه يَمُدُّ اليَدَين ... ويحتار ما بيْنَ قُربٍ و بَيْنْ
ويشكو من الضيق في لوعةٍ ... بِحرقَةِ قلبٍ ودمعةِ عَيْنْ
فإن يطلب العونَ من ربهِ ... يوافيهِ باليُسرِ من كُلِّ أيْنْ
وإنْ راح يطلب من غيرهِ ... يعود ولكن بخُفيْ حنينْ
***
-لا تعيرْ:
قال ابن سيرين رحمه الله تعالى: "عيَّرتُ رجلًا بالإفلاس، فأفلستُ، وما نزل بي آفةٌ أو غمٌّ أو ضيقُ صدرٍ إلَّا بذنبٍ، حتَّى يمكنني أن أقول: هذا بالشيء الفلاني، وربَّما تأولتُ تأويلًا فيه بعدٌ، فأرى العقوبة". شرح منظومة الآداب (607-608).
نشره الشيخ أبو بكر الجابري.
***
-بحوث فقهية معاصرة:
الأخ الشيخ الدكتور عمر بن شاكر الكبيسي بحاثةٌ مثابرٌ، شديد الاهتمام بالمعاصرة، وطرح الجديد، وله جولات فقهية مهمة، وقد كتبتُ إليه: هل عندك قائمة بمؤلفاتك وبحوثك المنشورة؟ فأرسل هذه القائمة -وفقه الله تعالى ونفع به-:
١. الترفُّه المعاصر وتطبيقاته.
٢. الاجتهاد المالي.
٣. الانفعال النفسي وأثرُه في إرادة الفقيه.
٤. محاكاة الحرام في صناعة الحلال.
٥. قانون أوقاف الشارقة: دراسة نقدية.
٦. الوقف على النفس: معناه ومقاصده.
٧. حكم الوصية للمحجوبين.
٨. التصرُّف الناشيء عن ردِّ الفعل بين إعمال الدليل وإهماله.
٩. المقاصد التربوية في صناعة الفتوى.
١٠. توظيف الذكاء الصناعي في الفتوى.
١١. ضوابط التعامل مع الذكاء الصناعي.
١٢. أحكام الترفُّه في العبادات.
١٣. أحكام اقتناء الحيوان.
١٤. حكمُ أكل الذهب على جهة الترفُّه.
١٥. الملكة الذوقية وأثرُها في الاجتهاد الفقهي.
١٦. الفقه التقديري وأثره.
١٧. الطائفية: معناها، وأسبابها، وأحكامها.
١٨. الضوابط الأخلاقية للتنمية المستدامة.
١٩. آليات الحوار مع الآخر.
٢٠. أحكام الطيّبات.
٢١. أحكام الخواطر.
٢٢. الإشهاد على الطلاق بين الحاجة والحكم الشرعي.
٢٣. الحبُّ الوطني: معناه وأدلته.
٢٤. أحكام تغيُّر العملة في الظروف الطارئة.
٢٥. فلسفة التعامل مع المُخطئين.
٢٦. فلسفة التسامح في الشريعة الإسلامية.
والخمسة الأخيرة غير منشورة.
***
-مراسلات شعرية:
قال أ. د جمال عزون مثنيًا على كتاب "المَدخل إلى كتب التفسير: تعريفًا وإسنادًا وتقويمًا":
ومَدخلكم فيه اللّطائف تنجلي ... ومقصدُكم ربطُ الشّبيبة بالكُتْبِ
فقلتُ:
وإني لأرجو اللهَ جلَّ جلالُه ... قبولًا وإخلاصًا ومغفرةَ الذنبِ
وقال: المسلم الصادق حريصٌ على التمسُّك بهدي الرسول الله صلى الله عليه وسلم فهي الحصن الحصين:
حريصٌ على هدي الرسول محمدٍ .... ومَن يقتفي هدي الرسول تحصّنا
فقلتُ:
يعيشُ سعيدًا في الحياة وإنْ يمتْ ... يجدْ عند باريهِ الكريمِ تحنُّنا
وقال:
وعادةُ الناس نسيانٌ لميّتهم ... والصالحون مِن الأبناء مَنْ ذكروا
فقلتُ:
فعلِّموا النشء ذكرَ الراحلين إذا ... مرُّوا وفاتوا وغامتْ منهمُ الصُّوَرُ
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة