مدونة خديجة بوخبز


رمضان العودة إلى البديهيات!

خديجة بوخبز | khadija boukhbza


01/04/2023 القراءات: 370  


رمضان العودة إلى البديهيات.

في رمضان لا توجد فلسفة معقدة، لا تفكر لا في فلسفة ارسطوا المعقدة حول الوجود و الوجوديات، و علاقة الأنا بالغير، و لا عن التفكير في المدينة الفاضلة، و لا عن مسلسلات رمضان المتنوعة الرائجة تحت عنوان " تشجيع الشباب العاطل" ، و لا عن رواية " أحببته في الأتوبيس"، نعود كالأطفال الصغار نريد تلك الاشياء البسيطة، البعد عن حي الفيسبوك، و سوق الأنستغرام،و العودة الى الاستيقاظ باكرا، نتقيد بمعياد محدد في كل شيء ،، لا أكل، لا شراب، إلا في الوقت الذي تجتمع فيه الأسرة، الصلاة في الوقت و جماعة، الصدقة و روح العطاء ، محبة و تطوع، لا كذب و سب، ختمة رمضان، الستر و العفاف.
في رمضان تكون هناك أول مرة لكل شيء، فأول مرة تكون دائما مختلفة، متميزة، راسخة في الذهن، حية في الذاكرة، فأول ابن يكون له دائما احساس مختلف، و أول نجاح دائما يضل أثره في النفس، و أول حب في حياتك و أول رائحة طعام زكمت أنفك، أول رواية قرأتها، أول صديق ساندك وقت الضيق، أول مرة تركب سيارة، أول مرة تسافر وحدك، أول مرة تتعرف على الموت، نعم حتى الموت لها أول مرة، و أيضا هناك أول مرة من مرة تلتقي فيه مع الله و تحاوره يكون له إحساس مختلف أيضا:
فهناك أول مرة لشاب قطع التدخين كي يصوم يوم رمضان احتسابا لوجه الله تعالى، و بدأ في الصلاة و في صلاة الجماعة يوم الجمعة، و شيئا فشئيا أصبحت لديه لذة في القيام بالعبادات و بعد أن طهر نفسه و جسده و نجى من الأمراض، نعم في رمضان تتحق المعجزات.
في رمضان شابة انفصلت عن شخص كانت معه في علاقة غير شرعية " التصاحيب" على وجه المثال ، أو التواعد سميها كما تحب على ، و ارتدت الحجاب رغبة في أن تكون أول مرة تتطهر فيها من الذنوب و تكون فرصة تغيير لها، كي تبدأ في حياة جديدة مع الله.
في رمضان عجوز طاعن في السن مريض لا يستطيع الصوم فتكون لديه أول مرة يفطر كي يتحصل على الأجر فيلبي نداء الله كي يحافظ على صحته فيكتسب درسا جديدا و يصبر على الألم، ألم جسدي من المرض و من تداعيات الفترة العمرية الذي يوجد فيها و ألم نفسي لمواجهة وسوسة الشيطان في صوم رمضان رغم أن ذلك خطير على صحته، فيفطر احتسابا لوجه الله.
في رمضان طفل يصوم لأول مرة، يتصدق لأول مرة، يسامح لأنه رمضان، يذهب للمسجد أول مرة، يصلي أول مرة، يلتقي مع الله أول مرة، فتكون لها مشاعر خاصة تزرع في القلب، و تبقى في الذاكرة عطرة مزهرة.
في رمضان فقط، يجود شعور مختلف لأول مرة.
لذا كن من بين من يغتمون خيرات رمضان، لأن عمرنا محدود، و ساعاتنا محدودة فيجب أن نطرح سؤالا على أنفسنا، هل سوف أعيش لرمضان آخر؟ هل تتاح الفرصة، هل يعيد الزمن نفسه، هل يمكن أن التقي مع الله في رمضان مرة أخرى؟
فما أجمل أن نعمل في الدنيا كأننا لن نموت أبدا و نملأ أنفسنا بالأمل، و نعيش للآخرة كأن الموت محدد و سيكون في الغد القريب.
رمضان البديهيات فكيف لا يكون رمضان جوهرة نفيسة بين الجواهر؟


رمضان: أفضل شهور السنة.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


شكرا لك.


جزاك الله خيرا