مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


سلسلة السيرة النبوية 🔻 المعاهدة مع اليهود

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


24/02/2023 القراءات: 346  


سلسلة السيرة النبوية

🔻 المعاهدة مع اليهود

بعد أن أرسىٰ رسول الله صلى الله وعليه وسلم قواعد مجتمع جديد وأمة إسلامية حديدة، بإقامة الوحدة العقدية بين المسلمين، بدأ بتنظيم علاقاته بغير المسلمين، وكان قصده بذلك توفير الأمن والسلام والسعادة للبشرية جمعاء

وأقرب من كان يجاور المدينة من غير المسلمين هم اليهود وهم وإن كانوا يبطنون العداوة للمسلمين، لكن لم يكونوا أظهروا أية مقاومة أو خصومة بعد، فعقد معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدة قرر لهم فيها حرية الاعتقاد ورسم السياسة التي ينبغي ان يتبعها اليهود مع المسلمين للتعاون والتناصر ، وترك لهم مطلق الحرية في الدين والمال

ولا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأمل أن يلتزم اليهود بهذا العهد وألا يظهر منهم عداء أو مكر للمسلمين باعتبارهم من أهل الكتاب، وأن دعوة النبي صلي الله عليه وسلم لم تكن بغريبة عن دعوة موسى عليه السلام وجميع الأنبياء قبله؛ لكن اليهود وقفوا دائمًا من الإسلام موقفًا معاديًا لأسباب منها :

🔖ما طبع عليه اليهود من حسد وجمود وغلظة وبعد عن هدايات السماء

🔖 أنهم رأوا في المسلمين منافسًا خطيرًا سوف يقضي على زعاماتهم الدينية وتفوقهم الاقتصادي في المدينة، لاسيما بعد أن نجح المسلمون في الميدان التجاري نجاحًا جلبه حسن المعاملة والتمسك بالأخلاق الإسلامية في البيع والشراء، مما لم يعد يسمح لأخلاق اليهود من الغش والاحتكار والتدليس أن تحقق غايتها، فتأخر اليهود حيث تقدم المسلمون مما زاد ضراما في قلوب اليهود

🔖ما تعرض به القرآن لليهود حين كشف عن عقائدهم الباطلة وأخلاقهم المنحطة، وفضح تاريخهم الآثم في قتل الأنبياء وظلمهم وتطاولهم وعصيانهم، وتحريفهم للتوراة وحرصهم على الحياة، وغير ذلك مما زاد حقدهم على الرسول صلى الله عليه وسلم وبلغ غيظهم مداه حين فوجئوا بإسلام بعض أحبارهم وعلمائهم كعبد الله بن سلام، وكان ذا مكانة فيهم

وقال كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه : "كان المشركون واليهود من أهل المدينة حين قدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أشد الأذى، فأمر الله تعالى نبيه بالصبر على ذلك، والعفو عنهم، وفيهم أنزلت الآية {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا} البقرة «109»

فبدأت حرب جدل بين النبي صلى الله عليه وسلم واليهود أشد من حرب الجدل التي خاضها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل ذلك في مكة، كان اليهود فيها يتعنتون ويحاولون أن يلبسوا الحق بالباطل، كذلك حاول اليهود الوقيعة بين الأوس والخزرج...إلى آخر هذه الأمور التي واجهها المسلمون، والتي كان لابد لهم حفاظًا على أنفسهم ودينهم أن يعدوا العدة لمواجهتها باستمرار

ولنا لقاء متجدد بإذن اللَّه.


سلسلة السيرة النبوية 🔻 المعاهدة مع اليهود


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع