مدونة ميادة نجيب محمد المقطري


البيئة والتفاعل الاجتماعي: محركات نمو اللغة المستهدفة

د. ميادة نجيب المقطري | Mayada Nageeb Al-Maktary


13/04/2024 القراءات: 207  


البيئة اللغوية والتفاعل الاجتماعي هما المحركان الأساسيان لنمو اللغة المستهدفة. فالتعرض المكثف والمستمر للغة المستهدفة أمر بالغ الأهمية في تنمية المهارات اللغوية. كلما زاد تعرض الفرد للغة، كلما حصل على مدخلات لغوية أكثر ثراءً وتنوعًا، مما يعزز من قدرته على الاستماع، والفهم، والتحدث بطلاقة.
 
البيئة اللغوية تشير إلى السياق الذي يتم فيه استخدام اللغة وتفاعل المتحدثين مع بعضهم البعض، ويمكن أن تكون هناك مصطلحات ومفردات متخصصة تتعلق بكل بيئة لغوية. على سبيل المثال، هناك بيئة لغوية خاصة بالمدرسة، حيث يتم استخدام اللغة في الصفوف الدراسية وخارجها بين المعلمين والطلاب. وهناك بيئة لغوية خاصة بالعمل، حيث يتم استخدام اللغة للتواصل بين زملاء العمل والمديرين والعملاء. وهناك أيضًا بيئة لغوية خاصة بالأسرة، وتختلف اللغة المستخدمة فيها حسب الثقافة والتقاليد العائلية. كما توجد بيئة لغوية خاصة في وسائل الإعلام، وتشمل التلفزيون والإذاعة والصحف والمجلات ووسائل الإعلام الاجتماعية. يتم استخدام اللغة في هذه الوسائل للتواصل مع الجمهور ونقل المعلومات والأفكار والتأثير على الآراء والمواقف. وهناك بيئة لغوية خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وتويتر وإنستجرام وغيرها. يتم استخدام اللغة في هذه الوسائل للتواصل مع الأصدقاء والعائلة والمشاركة في المناقشات والتعبير عن الأفكار والمشاعر. وهناك بيئة لغوية خاصة في المؤتمرات والاجتماعات، حيث تستخدم اللغة في تبادل المعلومات والمناقشات واتخاذ القرارات. وهناك أيضًا البيئة اللغوية الخاصة في الحفلات والمناسبات الاجتماعية، حيث يتم استخدام اللغة للتواصل والتفاعل المباشر مع الآخرين في الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية المختلفة. كل ما ذُكِر مجرد أمثلة عن البيئة اللغوية، ويمكن أن تختلف حسب السياق والمجتمع والثقافة التي يتم فيها استخدام اللغة.
 
بالإضافة إلى البيئة اللغوية، يُعَدّ التفاعل الاجتماعي والممارسة الفعلية للغة المستهدفة أمرًا بالغ الأهمية لتطوير المهارات اللغوية. فالتفاعل مع الآخرين في سياقات اجتماعية حقيقية يوفر للمتعلم فرصًا ثمينة لتطبيق ما تعلمه وتلقي التغذية الراجعة، مما يساعد في تعزيز الطلاقة والدقة اللغوية. فهناك العديد من الأمثلة على التفاعل الاجتماعي مثل استخدام اللغة في النقاشات الجماعية للتعبير عن الآراء والأفكار واستدلالها بالحجج والاستجابة لآراء الآخرين، واستخدام اللغة في المحادثات الاجتماعية والتواصل اليومي بين الأفراد في المجتمع، مثل المحادثات بين الأصدقاء أو أعضاء العائلة.
 
يمكن اعتبار البيئة اللغوية والتفاعل الاجتماعي كأساس لنمو اللغة المستهدفة. فالتعرض المتكرر والمنتظم للغة المستهدفة يعتبر أمرًا حاسمًا في تطوير المهارات اللغوية. 


البيئة، التفاعل الاجتماعي، محركات نمو اللغة المستهدفة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


احسنت سعادة البروفيسور التفاعلات الحياتية مغذي طبيعي للحصيلة اللغوية