مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


هكذا يصنع بالعلماء

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


31/05/2023 القراءات: 168  


قد روى البيهقي من (طريقين) عن أبي هريرة مرفوعا: «من تعلم القرآن في شبيبته اختلط بلحمه ودمه، ومن تعلمه في كبره فهو يتفلت منه ولا يتركه فله أجره مرتين» ، ولآخره شاهد في الصحيحين.
وعن ابن عباس: من قرأ القرآن قبل أن يحتلم فهو ممن أوتي الحكم صبيا.
ورواه بعضهم مرفوعا.
وعن الحسن البصري: العلم في الصغر، كالنقش في الحجر وقال إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن رافع، وهو متروك مرسلا " من تعلم وهو شاب كان كرسم في حجر، ومن تعلم في الكبر كان كالكاتب على ظهر الماء " وقال علقمة: ما تعلمته وأنا شاب فكأنما أقرأه من دفتر. وقد تواتر تعظيم الصحابة - رضي الله عنهم - للنبي - صلى الله عليه وسلم - غاية حتى بهر الأعداء كما في حديث صلح الحديبية وغيره، وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} [الحجرات: 2] .
وقول عمر «جلسنا حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة كأنما على رءوسنا الطير» «وعن المغيرة بن شعبة قال: كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرعون بابه بالأظافير» رواه البيهقي عن الحاكم عن الزبير بن عبد الواحد عن الحافظ محمد بن أحمد الزبيقي عن زكريا بن يحيى المنقري حدثنا الأصمعي حدثنا كيسان مولى هشام عن محمد بن هشام عن محمد بن سيرين عن المغيرة قال البيهقي ورويناه عن أنس بن مالك.
وقال عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال: " من السنة أن يوقر أربعة: العالم، وذو الشيبة، والسلطان، والوالد، ومن الجفاء أن يدعو الرجل والده باسمه ".
وروى البيهقي من طريق سويد عن سعيد عن خالد بن يزيد عن أبيه عن خالد بن معدان عن أبي أمامة مرفوعا «ثلاث من توقير جلال الله ذو الشيبة في الإسلام، وحامل كتاب الله عز وجل، وحامل العلم من كان صغيرا أو كبيرا» خالد ضعفه أحمد وابن معين والأكثر.
وقال الشعبي: أخذ ابن عباس بركاب زيد بن ثابت، وقال: هكذا يصنع بالعلماء وقال أيوب عن مجاهد أن ابن عمر أخذ له بالركاب، وأخذ الليث بركاب الزهري وقال الثوري عن مغيرة: كنا نهاب إبراهيم كما نهاب الأمير، وكذلك أصحاب مالك مع مالك.
ولذلك قال الشاعر:
يأبى الجواب فما يراجع هيبة ... والسائلون نواكس الأذقان
أدب الوقار وعز سلطان التقى ... فهو الأمير وليس ذا سلطان
وقال الربيع والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر هيبة له.
وقال الشافعي: - رضي الله عنه - إذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث فكأنما رأيت رجلا من أصحاب رسول الله، - صلى الله عليه وسلم - وقال الفضيل بن عياض ارحموا عزيز قوم ذل، وغني قوم افتقر، وعالما بين جهال، قال البيهقي وروي هذا مرفوعا ولا يصح.
وقال ابن طاهر المقدسي الحافظ: سمعت أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري يعني شيخ الإسلام سمعت أبا الفضل الجارودي يقول: رحلت إلى أبي القاسم الطبراني إلى أصبهان فلما دخلت عليه قربني وأدناني، وكان يتعسر علي في الأخذ فقلت له يوما: أيها الشيخ لم تتعسر علي وتبذل للآخرين قال: لأنك تعرف قدر هذا الشأن وهؤلاء لا يعرفون قدره.
قال ابن طاهر: سمعت أبا إسماعيل الأنصاري الحافظ يقول: رأيت في حضري وسفري حافظا ونصف حافظ، فالحافظ أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني، والآخر أبو الفضل الجارودي، وكان إذا حدث عن الجارودي يقول: حدثنا إمام المشرق.
وفي تاريخ المادح والممدوح للحافظ عبد القادر الرهاوي أن الجارودي محمد بن أحمد توفي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، وإن أبا إسماعيل الأنصاري كان إذا حدث عن أحمد بن علي الأصبهاني قال: أخبرنا أحمد بن علي وكان أحفظ البشر.
قال ابن طاهر رحلت من مصر إلى نيسابور لأجل أبي القاسم الفضل بن عبد الله بن المحب صاحب أبي الحسين الخفاف، فلما دخلت عليه قرأت في أول مجلس جزأين من حديث أبي العباس السراج فلم أجد لذلك حلاوة واعتقدت أني نلته بغير تعب؛ لأنه لم يمتنع علي ولا طالبني بشيء هو كل حديث من الجزأين يسوى رحلة، وسيأتي ما يتعلق بهذا في فصول القيام وبعدها قبل فصول العلم وفي فصول العلم أيضا والله أعلم.
وقد قيل:
ولقد ضربنا في البلاد فلم نجد ... أحدا سواك إلى المكارم ينسب
فاصبر لعادتنا التي عودتنا ... أو لا فأرشدنا إلى من نذهب
وقال آخر:
لا تلحقنك ضجرة من سائل ... فلخير يومك أن ترى مسئولا
لا تجبهن بالمنع وجه مؤمل ... فبقاء عزك أن ترى مأمولا
واعلم بأنك صائر مثلا فكن ... مثلا يروق السامعين جميلا
وقال آخر:
وإذا الحبيب أتى بذنب واحد ... جاءت محاسنه بألف شفيع
وقد قيل أيضا:
وربما كان مكروه النفوس إلى ... محبوبها سببا ما مثله سبب
وقال أبو الحسن الدجاجي الحنبلي في آخر أبيات له:
فجد بلطف عطفك وأغنه ... بجمال وجهك عن سؤال شفيع.


هكذا يصنع بالعلماء


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع