مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


سلسلة السيرة النبوية 🔻عرض الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


14/02/2023 القراءات: 324  


سلسلة السيرة النبوية

🔻عرض الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل

كان رحيل السيدة خديجة رضي الله عنها مثيرا لأحزان كبرى في بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وخاصة أن رحيلها تزامن مع رحيل عمه أبي طالب ،ولقد حزن عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا ،حتى أشفق عليه أصحابه رضوان الله عليهم ،فبعثوا إليه خولة بنت حكيم رضي الله عنها ،تحثه على الزواج من جديد

فعرضت عليه البكر والثيب ،عرضت عليه أن تخطب له كلا من السيدة سودة بنت زمعة والسيدة عائشة رضي الله عنهما ،فوافق عليه الصلاة والسلام ،وأرسلها تخطبهما له

وتزوج عليه الصلاة والسلام بالسيدة سودة رضي الله عنها ، وخطب السيدة عائشة رضي الله عنها وتزوجها ولم يدخل بها إلا في المدينة في شوال في السنة الاولى من الهجرة

ولقد عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من رحلة الطائف إلى مكة؛ وقومه أشد ماكانوا عليه في خلافه وفراق دينه، فكان رسول الله صلي الله علبه وسلم يعرض نفسه في المواسم على قبائل العرب يدعوهم إلى الله عز وجل ، ويخبرهم أنه نبي مرسل ،ويسألهم أن يصدقوه ويمنعوه حتى يبين عن الله ما بعثه به

فكان عليه الصلاة والسلام على ذلك الأمر ، كلما اجتمع الناس بالموسم أتاهم ،يدعو القبائل إلى الله وإلى الإسلام ويعرض عليهم نفسه ، وما جاء به من الله من الهدى والرحمة ولا يسمع بقادم يقدم مكة من العرب له إسم وشرف ،إلا تصدى له ودعاه إلى الله تعالى ،وعرض عليه ماعنده .

ولاقتراب موسم الحج كان الناس يأتون إلى مكة رجالا، وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق لأداء فريضة الحج، وليشهدوا منافع لهم، ويذكروا اسم الله في أيام معلومات، فانتهز رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الفرصة، فأتاهم قبيلة قبيلة يعرض عليهم الإسلام ويدعوهم إليه ، كما كان يدعوهم منذ السنة الرابعة من النبوة ، وقد بدأ يطلب منهم من هذه السنة ـ العاشرة ـ أن يؤووه وينصروه ويمنعوه حتى يبلغ ما بعثه الله به‏.‏

وفي موسم الحج من سنة 11 من النبوة، وجدت الدعوة الإسلامية بذورًا صالحة، سرعان ما تحولت إلى شجرات باسقات، اتقى المسلمون في ظلالها الوارفة لفحات الظلم والعدوان حتى تغير مجرى الأحداث وتحول خط التاريخ‏.‏

وكان من حكمته صلى الله عليه وسلم إزاء ما كان يلقى من أهل مكة من التكذيب والصد عن سبيل الله أنه كان يخرج إلى القبائل في ظلام الليل، حتى لا يحول بينه وبينهم أحد من أهل مكة المشركين‏.‏

فخرج ليلة ومعه أبو بكر وعلى، فمر على منازل ذُهْل وشيبان بن ثعلبة ، وكلمهم في الإسلام‏.‏ وأجاب بنو شيبان بأرجى الأجوبة، غير أنهم توقفوا في قبول الإسلام‏.‏
ثم مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعقبة منى، فسمع أصوات رجال يتكلمون فعمدهم حتى لحقهم، وكانوا ستة نفر من شباب يثرب كلهم من الخزرج

وكان من سعادة أهل يثرب أنهم كانوا يسمعون من حلفائهم من يهود المدينة، إذا كان بينهم شيء، أن نبيًا من الأنبياء مبعوث في هذا الزمان سيخرج، فنتبعه، ونقتلكم معه قتل عاد وإرم‏.‏

فلما لحقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم‏:‏
‏(‏من أنتم‏؟‌‏)‏
قالوا‏:‏ نفر من الخزرج
قال‏:‏ ‏(‏من موالى اليهود‏؟‌‏)‏ أي حلفائهم
قالوا‏:‏ نعم‏.
قال‏:‏ ‏(‏أفلا تجلسون أكلمكم‏؟‌‏)
‏ قالوا‏:‏ بلى، فجلسوا معه، فشرح لهم حقيقة الإسلام ودعوته، ودعاهم إلى الله عز وجل، وتلا عليهم القرآن‏.‏ فقال بعضهم لبعض‏:‏ تعلمون والله يا قوم، إنه للنبى الذي توعدكم به يهود، فلا تسبقنكم إليه، فأسرعوا إلى إجابة دعوته، وأسلموا‏.‏

وكانوا من عقلاء يثرب، أنهكتهم الحرب الأهلية التي مضت قريبًا، والتي لا يزال لهيبها مستعرًا، فأملوا أن تكون دعوته سببًا لوضع الحرب، فقالوا‏:‏ إنا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، فعسى أن يجمعهم الله بك، فسنقدم عليهم، فندعوهم إلى أمرك، ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين ، فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعز منك‏.‏

فلما قدموا المدينة إلى قومهم ذكروا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوهم إلى الإسلام حتى فشا فيهم، فلم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كان العام المقبل وافى الموسم من الأنصار اثني عشر رجلاً‏.‏


سلسلة السيرة النبوية 🔻عرض الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع