يرى الكتاب أن أهمية عملية تأصيل الثقافة في المجتمعات العربية الإسلامية في عصر العولمة تنبع من حقيقة أن من أكبر التحديات التي تطرحها العولمة هي التحدي الثقافي- الحضاري. ذلك لأن أخطر جانب في العولمة هو الثقافة. لأن العولمة تسعى لفرض ثقافة الغرب (مركز العولمة) على العالم. وهي ظاهرة تُعرَف بالإمبريالية الثقافية والتي تتخذ من الإعلام الدولي أداة لها. وهنا يكمن الخطر على هوية المجتمع العربي/المسلم. ويرى الكتاب إن الهوية الإسلامية التي يجب أن تشكل السمة الأساسية لمجتمعنا تتعرض لتحدي ثقافة العولمة. والثقافة الإسلامية هي الركيزة الأساسية لحفظ الهوية وحمايتها من التذويب. تزداد أهمية هذا الموضوع في العالم العربي لأن العولمة تنطوي على أفكار خطيرة تهدد الحضارة الإسلامية مثل ما جاء به فرانسيس فوكوياما من نهاية التاريخ حيث أن قمة التطور الحضاري تمثل في انتصار الليبرالية والرأسمالية الغربية وهذا يعنى لا مجال للأيديولوجيات الأخرى في مستقبل العالم. وكذلك ما جاء به صمويل هنتجتون من صراع الحضارات الذي حصر فيه نهاية صراع الحضارات بين ثمان حضارات من بينها الإسلامية التي حذر منها هنتجتون باعتبارها الأخطر على الإطلاق لأنها تهدد الغرب ليس في مصالحه المادية فحسب بل أيضاً في قيمـه. هذا كله يستدعي صياغة استراتيجية للتصدي لهذه الهجمة العولمية الثقافية وذلك بالتحصين الثقافي وإحياء التراث ونشر الثقافة الإسلامية وفق منهج تجديدي وخطاب عقلاني يناسب العصر. تناول الكتاب مفهوم الثقافة بصورة عامة وعلاقة الثقافة بالحضارة والثقافة الإسلامية، دور المثقف المسلم في المجتمع والغـزو الثقافي، وأزمة المثقف العربي، وتأصيل أدوات الثقافة، والعولمة الثقافة وتحديات الأمة الإسلامية.
ينبه الكتاب أنه في عصر العولمة الذي يتسم بصراع الحضارات والاختراق الثقافي تصبح عملية التأصيل أكثر إلحاحاً. وعملية التأصيل في المجال الثقافي ترتبط بعملية تأكيد الهوية والذاتية الثقافية في مواجهة معطيات الحداثة والتحولات التي تفرزها عملية العولمة. ولكن عملية إحياء الثقافة الإسلامية وصفها الغرب بالأصولية بدلاً عن " التأصيلية" في خلط متعمد للمصطلحات لتشويه المفهوم حيث ارتبطت الأصولية – بفعل إعلام الغرب – في الرأي العام الدولي بحركات التشدد والتطرف والعنف ونحو ذلك. إذن لحماية هويتنا الإسلامية من مهددات العولمة ينبغي التعامل مع العولمة بوعي. وأن نتجه نحو بناء تحصين ثقافي يتكامل مع عملية تأصيل إعلامي لأن الإعلام هو حامل الثقافة، والثقافة أهم مرتكزات الهوية.
الملخص الانجليزي
Abstract:
This book holds that the significance of "Islamization of culture in Arab/Islamic world under globalization" stems from the fact that the greatest threat of Globalism is the cultural-civilizational one. This is because the dangerous dimension of globalization is 'culture' as globalism seeks to impose the Western culture (the center of globalism) on the globe. This is described as "cultural imperialism" which uses the global media as its tools for subjecting other cultures to that of the West. This jeopardize the identity of the Arab/Muslim society. The book believes that the Islamic identity is facing a great challenge posed by the global culture. The Islamic culture constitutes the cornerstone for preserving the Islamic identity and protecting it from melting into the global culture. The significance of this issue increases by the fact that globalism implies serious ideas that endangers the Islamic civilization. Prof. Francis Fokoyama has raised this in his book "the Last Man and the End of History…" where he predicts the demise of all ideologies and the only one that would survive and prevail in the world is the Western one. His colleague, prof. Samuel P. Huntington, adopts the same approach. Huntington maintains that the conflict of the future is a civilizational one. There are eight civilizations, which will lead the conflict. He believes that the most dangerous to the Western civilization would be the Islamic one, which will threaten not the Western material interests but rather its values. This entails formulating a strategy to deal with this global cultural offence. This requires a protectionism based on reviving the Islamic heritage and promulgating the Islamic culture to ward off the ideational threat to the Islamic identity. This can be achieved by working out a revivalist approach along with a rational rhetoric that correspond with the logic of the present time. The book warns that the Western media is endeavoring to portray Islam as a religion of extremism. It deliberately applies the concept of "fundamentalism" to Islamic revivalism, which differs from that in Christianity. Islamic fundamentalism has nothing to do with extremism or terrorism but it denotes resurrecting the values of the true Islam. Among the values of Islam are justice, equality, dignity, fraternity, tolerance and peaceful coexistence.
البروفيسور د عبده مختار موسى | ِprof dr Abdu Mukhtar Musa Mahmoud | 2565