عنوان المقالة:البعد الديني لمسألة جنوب السودان The Religious Dimensios of the Southern Problem in Sudan
البروفيسور د عبده مختار موسى | ِprof dr Abdu Mukhtar Musa Mahmoud | 2565
نوع النشر
مقال علمي
المؤلفون بالعربي
عبدهـ مختار موسى
المؤلفون بالإنجليزي
ِAbdu Mukhtar Musa
الملخص العربي
لم يكن الدين في يوم من الأيام مشكلة في العلاقة بين الجماعات السودانية المختلفة. ففي الواقع السوداني تسود روح التسامح. ولم يشكل الدين عقبة في طريق التعايش السلمي إلا بعد أن تدخلت السياسة. لذلك ينطلق هذا البحث من فرضية أن عملية تسييس الدين هي المسؤولة عن تفاقم التوترات بين الشمال والجنوب، وأن النخبة هي المسؤولة عن ذلك. يشير البحث بصفة خاصة إلى فترة الحرب بين حكومة الإنقاذ الوطني (حكومة البشير العسكرية/الإسلاموية) وحركة التمرد (الجيش الشعبي لتحرير السودان) وذلك حتى توقيع اتفاقية السلام في كينيا 2005 – تلك الاتفاقية التي أدت إلى انفصال الجنوب (2011) بناء على استفتاء وفقاً للاتفاقية. تناول الكتاب الوجود المسيحي في السودان حيث أن نسبة المسيحيين في الجنوب كانت تفوق نسبة المسلمين، غير أن نسبة اللادينيين تفوقهما معاً. وقد استغل الاستعمار البريطاني هذا الوجود المسيحي واختلاف الهوييتين فاهتم بالمسيحيين وحارب انتشار الدين الإسلامي واللغة/الثقافة العربية وذلك من خلال سياسة المناطقة المغلقة أو المقفولة (closed districts). وفي هذا السياق سعت بريطانيا – عقب ثورة 1919 المصرية - إلى إضعاف العلاقة بين السودان ومصر. ولكي تضع عوائق أكبر أمام انتشار النفوذ العربي في وادي النيل كرست الحكومة البريطانية سياستها في "التطور المنفصل" للشمال والجنوب وهو ما عُرف بـ "خطة الجنوب" (عام 1922). وكانت سياسة الفصل العنصري كانت سياسة عليا في بريطانيا بحيث أن تصاريح العبور من الشمال إلى الجنوب وبالعكس كانت تصدر في انجلترا ولا يمنحها إلا المحافظ بتوقيعه من خلال نظام التصريح المعقد هذا تم الحد من الحركة بين الشمال والجنوب. جانب آخر من هذه السياسة في الجنوب أشتمل على: (1) إجبار الزعماء وأتباعهم على التخلي عن أسمائهم العربية واستبدالها بأسماء أخرى غير عربية؛ (2) منع الجنوبيين من ارتداء الزي العربي (الشمالي) وارتداء الأزياء الأفرنجية (أي الغربية) وتم منع بيع أو جلب هذه الأزياء الشمالية إلى الجنوب؛ (3) تحريم الكثير من العادات العربية مثل ختان الإناث؛ (4) منع التزاوج بين الجنوبين والشماليين؛ (5) السماح للأجانب بالزواج من جنوبية بعد الحصول على تصريح رسمي بذلك بشرط أن يُنسَب الأبناء لأمهاتهم؛ (6) تم تطهير الشرطة في الجنوب من العناصر المسلمة وحصر التوظيف في الإقليم الجنوبي لغير المسلمين فقط للعمل كمعلمين وكتبة (clerks) وفنيين؛ (7) تم نقل كل الموظفين الشماليين من الجنوب إلى الشمال وقد ترك ذلك أثراً كبيراً على كفاءة الأداء الإداري والفني في الجنوب وبالتالي تكريس التخلف. ترى الدراسة إن أخطر ما في مرحلة التمرد الثانية (1983 – 2004) هي تدويل المشكلة. فانضمام المعارضة الشمالية (الأحزاب) للحركة الشعبية لتحرير السودان (SPLM) تحت مظلة التجمع الوطني الديمقراطي ونقل التمرد للقضية جغرافياً لدول الجوار وتصويرها للغرب بأنها صراع ديني بين المسيحية والإسلام والعرب والأفارقة جعل القضية تأخذ منحى دولياً. تديين الصراع بين الشمال والجنوب عمق من صراع الهويات بين الشعبين، وأدى إلى فصل الجنوب واستقلاله عن الشمال.
الملخص الانجليزي
Religious diversity in Sudan has never undermined peaceful co-existence among the different religious groups. For centuries, Muslims and Christians have co-existed peacefully in this country. It is only when Gen al-Bashir's Militant Islamic Regime (1989 – 2019) politicized religion and escalated the war against the South on religious basis that religion turned to fuel tension. Therefore, this research is based on the hypothesis that "the Northern ruling Islamist's regime is responsible for the escalation of the war between the South and the North by deciding that the war is a 'religious one' and declared the Jihad against the Southerners." The research examines the dimensions of the war between the Militant Islamists' Regime (MIR) and the (late John Gerang's) Sudanese Liberation Movement/Army (SPLM/A) until the signing of a peace agreement in Kenya in 2005. The agreement granted the Southerners the right of self-determination. Accordingly, a referendum was organized where over 80% of Southerners voted for secession, giving a birth to a new state. The research traced the Christian existence in Sudan where Christians outnumbered Muslims whereas the pagans outnumbered both. Although, the number of those converted to Islam has been on the rise particularly during the recent decades, no accurate figures are yet available to prove that. The British colonial rule manipulated this religious diversity, with two different identities, to impose policies that could serve the imperial interests. The colonial administration encouraged the Christian missionaries in the South, while blocked Islamic penetration therein. To that end, Britain pursued the 'policy of closed districts'. Actually, Britain - in post-1919-revolt era in Egypt - endeavored to weaken the Sudanese-Egyptian relations and impeded any Arab influence in the Nile Valley. This included that no one can enter the South only by obtaining an entry permit issued by The British government in London. In addition, such policies included: (1) forcing leaders in the South to give up their Arabic names and change them by non-Arab names. (2) Prohibiting the Southerners from wearing the Arab/Northern dress and use Western dress. (3) Prohibiting many Arab habits such as female circumcision. (4) Preventing Northern-Southern intermarriage. (5) Permitting foreigners to be married to Southern women but on the condition that the offspring is to be affiliated to the mother with respect to lineage and kinship. (6) The police in the South was subject to purge on religious basis by getting rid of all Muslims therein. Jobs in the in the South were confined to Southerners in all governmental units and institutions. (7) All Muslim government employees in the South transferred to the North causing inefficiency in the technical and administrative performance in the South – aggravating backwardness. Moreover, adding a religious dimension to the war had deepened the conflict of identities between the two parts of the country and pushed the Southerners to opt for independence.
تاريخ النشر
01/12/2010
الناشر
مركز دراسات الوحدة العربية - بيروت والجمعية العربية للعلوم السياسية
رقم المجلد
رقم العدد
25
الصفحات
14
رابط الملف
تحميل (0 مرات التحميل)
الكلمات المفتاحية
السودان، مشكلة الجنوب، الاستعمار البريطاني، حكومة البشير، تسييس الدين، المسيحية، المناطق المقفولة
رجوع