ما الفرق بين أهداف البحث وأهمية البحث التي يصيغها الباحث في خطة البحث؟
د. هلال محمد علي السفياني | Dr: Helal Mohammed Ail Alsofeany
02/08/2020 القراءات: 29084
*الفرق بين أهداف البحث وأهميته:*
*أهداف البحث:*
الأهداف هي الغايات التي يأمل الباحث الوصول إليها بعد الانتهاء من إجراء بحثه، وتعمل الأهداف بوصفها موجهات للإجابة عن أسئلة البحث أو محددات لكيفية معالجة مشكلة البحث الرئيسة ومشاكلها الفرعية، أو هي بمثابة حدود تفصيلية للمشكلة.
ويتضمن كل بحث هدفًا رئيسًا يسعى من خلاله الباحث للإجابة عن السؤال الرئيس للمشكلة، وأهدافًا فرعية تحدد اتجاه الإجابة عن الأسئلة الفرعية للمشكلة، ولذلك يقال: دائمًا تصاغ أسئلة البحث بدلالة الأهداف، فقد يمثل كل هدف بسؤال أو عدة أسئلة أو فرضيات، أي أن الأهداف قد يكون أكثر شمولًا من السؤال أو الفرضية.
ومن الضرورة بمكان صياغة أهداف واضحة ومحددة ومرتبطة بالمشكلة البحثية بشكل رئيس وتساهم في توجيه الباحث نحو حلها، فالأهداف هي إطارات عامة للإجابة التي يسعى الباحث للوصول إليها.
*أهمية البحث:*
في فقرة أهمية البحث يعمد الباحث إلى توضيح كيفية الاستفادة من نتائج البحث وتوظيفها في خدمة الجهة المقدم إليها البحث، أو الإضافة العلمية للمعارف والمهارات وإثراء المكتبة أو تطوير البحث العلمي، وخدمة المجتمع وحل مشاكله، وغير ذلك.
ومن الملاحظة أن هناك خلط لدى الكثير من طلبة الدراسات العليا –خاصة طلبة الماجستير- بين:
أهمية البحث وبين أهمية موضوع البحث: بل ربما البعض لا يدرك أن هناك فرقا بينهما، وهذا غير دقيق، ولتوضيح الفرق بينهما، دعنا نذكرك أنه في فقرة (مقدمة البحث)، يجب على الباحث أن يوضح فيها أهمية موضوع البحث والحاجة إليه؛ وبالتالي فلو كان أهمية موضوع البحث وأهمية البحث بمعنى واحد فلا معنى لتكراره بفقرة جديدة باسم أهمية البحث، والواقع أن هناك فرقًا بينهما، فأهمية موضوع البحث تتناول الموضوع بشكل عام، وتوضح أهمية مضمون معارفه وخبراته لأهل الاختصاص، فهي أكثر شمولًا واتساعًا، بينما أهمية البحث يوضح فيها الباحث الفائدة المرجوة من النتائج التي سيتوصل إليها هذا البحث لكل من المؤسسة المقدم إليها البحث وللمجتمع وللمعرفة العلمية والقارئ؛ وبالتالي فأهمية البحث أكثر تحديدًا وتفصيلًا لكيفية توظيف نتائج هذا البحث الذي سيقوم بإجرائه، سواء في الجانب النظري أو الجانب التطبيقي أو كليهما معًا.
*أهمية البحث وأهداف البحث:*
قد يقع الخلط بين أهمية البحث وأهداف البحث، مع أن الفرق واضح، فالأهداف هي النتائج التي يسعى الباحث الوصول إليها، بينما تتعدى أهمية البحث النتائج إلى توضيح كيفية توظيف تلك النتائج في المجالات المختلفة المرتبطة بها.
وعمومًا فإن أهمية البحث تصاغ على شكل فقرات محددة، وقد يتم تقسيمها في بعض الأبحاث إلى قسمين:
أهمية نظرية (علمية): تشير إلى توظيف المعارف العلمية التي سيتوصل إليها البحث في خدمة الباحث المؤسسة والمجتمع، وإثراء المعرفة وإرفاد المكتبة وتطوير البحث العلمي.
أهمية تطبيقية (عملية): وتشير إلى توظيف النتائج التي سيتم التوصل إليها في الجانب التطبيقي، ومنها: استخدام الأدوات التي تم تصميمها للبحث في تطبيقات دراسات بحثية قادمة، بعد تعديلها بما يوافق مع طبيعة البيئة التي ستجرى فيه الدراسة، أو عكس صناع القرار لنتائج وتوصيات البحث في قراراتهم التطبيقية والعملية وغير ذلك.
وهذا لا يعني أن كل البحوث يجب أن تصاغ لها أهمية نظرية وعملية، فأغلب البحوث المكتبية تقتصر أهميتها على الجانب النظري.
أهداف البحث، أهمية البحث.