مدونة د. عبدالكريم محمد حسين الروضي


مُعَوِّقَاتُ اِسْتِخْدَامِ عَمَلِيَّاتِ إِدَارَةِ الْمَعْرِفَةِ فِي الْأَجْهِزَةِ الْحُكُومِيَّةِ

د. عبدالكريم محمد حسين الروضي | Dr. Abdulkarem Mohammed Hussein Al-Rawdhi


10/12/2020 القراءات: 4216  


بِقَلَم د.عَبْدَالكَرِيمُ مُحَمَّدُ الرَّوْضِيِّ
مُسْتَشَارُ التَّدْرِيبِ وَالتَّطْوِيرِ الْمُؤَسَّسِيِّ وَرِيَادَةِ الْأَعْمَالِ
الْخَمِيسُ 10 دِيسَمْبَر 2020م

تواجه الأجهزة الحكومية العديد من التحديات التي تحول دون استخدام عمليات إدارة المعرفة بالشكل الذي يحولها إلى منظمات معرفية وتتعلق هذه التحديات بعوامل ثقافية وتنظيمية وأخرى شخصية تتعلق بالموظفين وهناك معوقات رئيسية من أهمها عدم توافر الوقت الكافي للعاملين لاستخلاص المعرفة وتعلمها ونشرها و إن ثقافة المنظمات والأجهزة الحالية لا تشجع على مشاركة المعرفة وكذلك قلة فهم عمليات إدارة المعرفة ومنافعها في المنظمة وهناك معوقات شخصية تحول دون استخدام عمليات المعرفة سببها :
- الخوف من حصول الآخرين على ما يمتلكه أصحاب المعرفة من معرفة .
- مخاوف أصحاب المعرفة من أن يفقدوا سلطتهم وقوتهم بفقدانهم مصدر القوة التي يتمتعون بها .
- مخاوف من احتمالية أن تكون منظمتهم تدعم الفردية والتنافسية .
- مخاوف من أن يتم نقل المعرفة بالخطأ وبالتالي تعريض المنظمة والاخرين للخطر .
- الشعور بانتفاء الفائدة والمصلحة من إشراك الاخرين بالمعرفة .
أما معوقات استخدام عمليات إدارة المعرفة في الأجهزة الحكومية الجوانب فتتمثل في عدة جوانب منها:
- ضعف توثيق المعرفة: تتعرض بعض المنظمات لضعف توثيق المعرفة تحت تأثير برامج الإصلاح الإدارية التي تدعو إلى محاربة الروتين والحد من الأعمال الورقية مما يجعلها تفتقد لمشروعاتها وتجاربها السابقة التي ربما تحتاج لاستخدامها لاحقاً.
- المبالغة في توثيق المعرفة : قد تتجه المنظمة إلى توثيق كل شيء مما يغمر معرفتها بكم هائل من المعلومات غير المفيدة وتضيع المعرفة المفيدة.
- المعرفة الزائفة: الصورة النمطية التي تشاع عند البعض بأنهم يملكون المعرفة والخبرة وحلول المشكلات وهم كذلك فيما لا تحتاجه المنظمة وغير ذلك فيما تحتاجه.
- اكتناز المعرفة: وهذا هو الاتجاه لدى بعض العاملين عندما يشعرون بالمنافسة والتهديد أو عدم الاعتراف بقيمتهم لهذا يميلون للاكتناز وعدم تشارك المعرفة.
- تسرب المعرفة: جميع المنظمات العامة تعاني اليوم من فقدان أفرادها ممن يملكون المعرفة فعندما ينتقلون أو يتقاعدون ويخرجون من العمل تخرج معرفتهم معهم ويتركون فراغاً لا يستطيع خلفاؤهم سده إضافة إلى جذب شركات القطاع الخاص لأفضل العاملين في القطاع العام.
ويتضح أن سبب معاناة الأجهزة الحكومية وضعفها في مجال استخدام عمليات إدارة المعرفة يكمن في غياب الرؤية الواضحة للأهداف والغايات المحددة، وغياب المعايير اللازمة لقياس الأداء الفردي والجماعي ونقص المهارات لدى العاملين وضعف مهارات القيادات الإدارية في الأجهزة الحكومية وكذلك من المعوقات الأسلوب الإداري المركز الذي لا سيساعد في نقل ومشاركة المعرفة بين العاملين وقد يكون بسبب الجهل بأهمية نقل ومشاركة المعرفة وعدم رصد المعرفة المهمة والصريحة والضمنية نتيجة الانشغال بالعمل التنفيذي اليوم.



الموارد البشرية ، رأس المال البشري ، الأداء ، المعرفة ، جرد المخزون الشخصي ، عبدالكريم الروضي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع