المؤمن والمشروع الناقص...
محمد تقي بن رحيم الدين | Mohammad Taqi
14/12/2024 القراءات: 70
الفجر مبتدأ النهار، فطالما تخطرُ فيه خواطرُ حول «الإنجاز»..
فكّرتُ ليلًا حول مشاريع العلماء التي لم تكتمل، وأُظهرتْ فيها الحسَراتُ والاسَفاتُ.. خطرَ ببالي فجرًا: أنّ المؤمن لا تهمُّه حتميّةُ اكتمال المشاريع على أرض الواقع الدّنيويّ؛ نعم يهمُّه الجِدُّ والإخلاص والنهوضُ الكامل.. ثم هو على طُمأنينةٍ كاملة؛ لأن النيةَ تُكتبُ له، فكأنه أكملَ العملَ بحساب الآخرة وإن لم يُكملْه هنا.. وأما الفراغُ الدّنيويّ فأمرُه إلى الله، وقد يتولّى تنفيذَه حسب حكمته ومصلحة العباد، وقد لا..
هذا الإيمانُ القويُّ يجعلُ المؤمنَ على أحرّ من الجمر، في السعي والدّأب والجهاد.. لأنّ مشاريعه ناجحةٌ لا محالة.. ولا تُصيبُه مُصيبةُ هذه الحياة الكُبرى وهي: «عدم التمام والاكتمال».. وهي من أبرز سِمات هذه الحياة، ومن أبرز دواعي الأسف والأسى فيها..
فهل للمؤمن مشروعٌ ناقص؟ تساءلتُ، والجواب: نعم..
وهو المشروع الذي اكتملَ ظاهرًا في الدنيا، وأعوزَه الإخلاصُ لله، ونيةُ الصّدق.. فهو المشروع الناقص الذي يؤسفُ له.. ردّدتُ قوله: «وكم حسَراتٍ في بطون المَقابر» بمعنى آخر.. حيث تظهرُ المشاريعُ الناقصةُ هناك (في المَقابر).. ولا يمكن العودةُ لإكمالها، بتخليصِها من شوائب الرّياء وقصْد غيرِ الله..
وقانا الله مواردَ الهوى..
الإخلاص، الإيمان، الإنجاز
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
أحسنت
مواضيع لنفس المؤلف