عنوان المقالة:الإسلام والنبي والمجتمع المدني
د. نكتل يوسف محسن | Dr. Naktal yousif mohsen | 21997
نوع النشر
مقال علمي
المؤلفون بالعربي
نكتل يوسف محسن
الملخص العربي
لقد كان مسار الاسلام في جانب المجتمع المدني ، ذا نظرة شمولية لا ينقصه الكمال ، إذ وجه للاهتمام بالصغير والكبير والذكر والانثى باعتبارهم اللبِنات الاساسية التي تكون الاسرة والتي تُعد اصغر نواة للمجتمع المدني ، وعلى هذا فان الاهتمام به يقود الى الاهتمام بالمجتمع ككل ، فكلما كانت الأسرة قويه متماسكه كان المجتمع اكثر قوه وتماسكا ، وكلما كانت ضعيفه هشه كان المجتمع اكثر ضعفا وهشاشه . وهو امر يميز الاسلام في المجتمع المدني . لقد مثل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فقه المجتمع المدني خير تمثيل عبر البناء الاجتماعي من القاعدة الجماهيرية الاولى التي كونت المجتمع المدني في مهده الاول مكة ، فأسس الامة الناشئة التي رباها على تعاليم الاسلام ومنظومة القيم والاخلاق ، والتي أمست اساس الصرح المجيد الذي شيد فيما بعد اعتماداً على هذه الثلة المباركة . من التصبيقات العملية التي اجرها الاسلام ونبيه والتي تقع ضمن الفقه الحضاري في المجتمع المدني ، النهي عن كل ما يعكر العلاقات المجتمعية من الغيبة والنميمة والتحاسد والتباغظ وكل ما يفسد العلاقات الاجتماعية ويرمي بها في غيابات الخصام واعماق التباغظ . فمما لا ريب فيه أن الإنسان اجتماعي بفطرته؛ فلا بد أن يتفاعل مع بني جنسه لكي يحيا على نحو طبيعي متوازن، حيث غدا تفاعل الإنسان مع بني جنسه يشكل الركيزة الأساسية التي يقوم عليها المجتمع ، مما ينتج منظومة من الأعراف والثقافات التي تتسم بالخصوصية لدى أي مجتمع من المجتمعات، وهذه الخصوصية تختلف بطبيعة الحال باختلاف النطاق الزماني والمكاني مما يجعل دراسة ثقافة المجتمعات والأعراف السائدة فيها ضرورية . بيد أن اختلاف فئات المجتمع وتباين حاجاتها وحقوقها وواجباتها يحتم علينا إدراك أهمية توفير الرعاية لجميع الفئات كل بحسب متطلباته لقد عد الاسلام الاهتمام بجميع افراد المجتمع المدني أمراً لازماً في صياغته المجتمع المدني السليم ، فالعناية بالطفل وحقُّه في الحياة مكفولٌ لِكُلِّ إنسانٍ؛ قال تعالى ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم، فضلا عن المساوة وعدم التمييز بين الذكر والانثى ، والاهتمام به وبتعليمه وتربيته ، لينشا انسانا سويا قادر على بناء المجتمع ، كما أوصى بالأيتام وأوجب مراعاتهم ماديا ومعنويا والحرص على تحري الأصلح له ، يقول المولى جل وعلا: ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير ... وفي الحديث الشريف : أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى ، واهتم بالشباب وحث على تثمير طاقاتهم وقدراتهم وتوجيهها إلى سواء الصراط، ولم يغفل كبار السن بل ركز على وجوب رعايتهم والعطف عليهم ومراعاة ما يولده كبر السن من تغير نفسي وعاطفي وعقلي . واكد على حق المراة والاهتمام بها اماً واختاً وابنة وزوجة واعطاءها الحقوق اللازمة لتعيش حياة كريمة وتكون عنصرا فاعلا في المجتمع ، فضلا حقوق الرجال في مختلف الميادين واعطاءهم دورهم القيادي في المجتمع المدني والذي ينسجم مع المهام الموكلة بهم . كما أولى كبار السن عناية خاصة سواء أكانوا أبوين أم غير أبوين، يقول الله تعالى: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهمآ أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ، وفي الحديث: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا . وقد كفل الاسلام حق المسافر وابن السبيل وجعل لهما حقا في الزكاة المفروضة والجار والذي قال عنه النبي : ((لا يزال جبريل يوصيني بالجار حتى ضننت ان سيورثه)) وشرع من الأحكام ما أمن له الحياة الكريمة . لقد امسى الفرق واضحا بين المنهج الاسلامي وغيره من المناهج الغربية في اعداد المجتمع والاهتمام به وضوح الشمس في كبد السماء ، فاين من يبني المجتمع على اساس ان الانسان اخ للانسان له من الحقوق والواجبات ما يتلائم وطاقاته ومسؤوليته ، ومثال ذلك ما قاله علي بن ابي طالب (رضي الله عنه) ليوصي احد قضاته على مصر قال : (( فانهم اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق)) ، واين بعض المناهج الغربية التي تعد الانسان ذئب لاخيه الانسان لابد ان يشرب دمه وياكل لحمه ويكسر عظمه لاجل ان يتطور ويصل مراتب عليا في هذا المجتمع ،. ان غايات الاسلام في بناء المجتمع المدني لو اتيحت لها الفرصة لكي تطبق في العالم لاستطاع ان يقضي على المشاكل المجتمعية التي يعاني منها العالم اليوم ، وليس هذا انحيازاً او تعنصراً أنما هو ما عبر عنه الكثير من الباحثيين والمفكرين والفلاسفة الغرب انفسهم في كتبهم حيث تكلموا بمنطقية على تجربة الاسلام في هذا الصدد ، وحلوله الناجعة في هذا .
تاريخ النشر
15/06/2021
الناشر
شبكة الالوكة العلمية الدعوية لنشر
رقم المجلد
23
رقم العدد
رابط الملف
تحميل (547 مرات التحميل)
الكلمات المفتاحية
الإسلام، المجتمع، الأفراد، المدني، النبي
رجوع