الحقوق لا تموت رسالة من أمام القبر
محمد سيد أحمد شحاته | mohamed sayed ahmed shehata
11/03/2025 القراءات: 9
الحقوق لا تموت: رسالة من أمام القبر
في مشهدٍ مهيبٍ، وقف رجلٌ ذو دينٍ وقور أمام قبرٍ حديث، وقد خطّت يداه عليه عبارةً موجعة: "كان قادرًا على السداد وهو حيّ". لم تكن هذه الكلمات مجرد حروفٍ على شاهدٍ، بل كانت صرخةً مدويةً، تذكّرنا بحقيقةٍ غائبةٍ عن كثيرٍ منّا: الحقوق لا تموت، والديون لا تُنسى.
حاول الأهالي استعطاف الرجل، توسلوا إليه أن يسامح الميت، لكنّ قلبه كان مثقلًا بذكرياتٍ لا تمحوها الأيام. تذكر ليالي القلق التي قضاها، والأحلام التي تبخرت، والكرامة التي انتُهكت، كل ذلك بسبب حقٍ كان قادرًا المتوفى على إعادته، ولكنه تقاعس.
لم يكن الرجل ينتقم، بل كان يذكّرنا بقانونٍ أبديٍّ: الدنيا لا تتوقف عند أحد، ولكنّ الحقوق لا تضيع. قد نرحل عن هذه الحياة، ولكنّ أثر أفعالنا يبقى شاهدًا علينا. الوجع الذي نُلحقه بالآخرين قد يظلّ يلازمهم حتى بعد رحيلنا.
تخيّل أن يُكتب على قبرك: "حسابك مؤجل ليوم القيامة". كلماتٌ كهذه كفيلةٌ بأن تُزلزل أركان أيّ إنسانٍ ذي ضمير. إنّها تذكيرٌ قاسٍ بأنّ العدالة الإلهية لا تُهمل، وأنّ كلّ نفسٍ ستُسأل عمّا قدمت.
فلنتعلّم من هذه القصة، ولنسارع إلى أداء حقوق الآخرين قبل فوات الأوان. لنسدّد ديوننا، ولنعتذر عن أخطائنا، ولنزرع في قلوبنا بذور الرحمة والعدل. لنتذكر دائمًا أنّ الحياة قصيرة، وأنّ الحقوق لا تموت، وأنّ العدل الإلهي ينتظرنا جميعًا.
الديون الحقوق الوفاء
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع