يُعدّ موضوع العلل في علم النحو أبرز الموضوعات اتصالاً بالأصول المنهجية للدرس النحوي, وأسبقها ظهورًا, وفيه تتجلى قدرات النحويين وأساليبهم في بحث الظواهر النحوية وتحليلها متأثرين بالمنهج الأصولي الذي نحا منحى عقليًّا في البحث عن العلل المرتبطة بالحقائق الكلية للشريعة والعقيدة, ولمّا نُوظر النحو بالمنطق استزاد النحويون من هذا المنهج الأصولي؛ بشقّيه الكلامي والفقهي, فصاغوا وفقه المنهج النحوي؛ ليضعوا نحوًا عقليًّا عربيًّا صِرفًا يُبيّن الأسباب العقلية للقواعد النحوية والأوضاع اللغوية وفق منهج يتفق وطبيعةَ منهجية التفكير الإسلامية, بعيدًا عن النحو العقلي المُجتلب, أي المنطق اليوناني, ومن خلال هذه الفكرة يُحاول الباحث إثبات براءة النحو العربي من التأثر بعلوم الأوائل.