مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (230)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


01/12/2024 القراءات: 119  


-لطف الله:
قلتُ قبل سنوات:
تأملْ صنعَ ربك في العبادِ ... تجدْ أنسًا وروحًا في الفؤادِ
ولا تيأسْ فبعد العسرِ يسرٌ ... ويأتي الصبحُ مِنْ حلكِ السوادِ
***
-التبرع بالكتب:
تبرَّع متبرعٌ بكتبٍ له إلى جهة علمية، وقد شعر في نفسه بشيء من الأسى على إخراجها من يده، ثم خاف أن يكون هذا الشعور منافيًا للنية الصالحة، ولكن خطر له قوله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه) فسكن ما به، وسلَّم أمره لله داعيًا أنْ يُنتفع بتلك الكتب.
قال ابن الجوزي: «في هاء الكناية في قوله عزّ وجلّ (على حُبِّهِ) قولان:
أحدهما: ترجع إلى الطعام، فكأنهم كانوا يُؤْثِرُون وهم محتاجون إليه، وهذا قول ابن عباس، ومجاهد، والزجاج، والجمهور.
والثاني: أنها ترجع إلى الله تعالى، قاله الداراني». زاد المسير في علم التفسير (4/ 377).
***
-عندما يَرِقُّ الفُقهاء
قال الإمام القشيري في تفسيره لقول الله تعالى: (قد شغفها حُبًّا): "إنّ الهوى لا ينكتم". «لطائف الإشارات» (2/ 182). نشرَ هذا الشيخ محمد كلاب.
فقلت:
كم رمتُ كتمان الهوى ... لكنّ دمعي ينسجمْ
قد صحَّ ما قال الأُلى: ... "إن الهوى لا ينكتم"
***
-النسخ المتأخرة:
قال الأستاذ خالد السباعي: "كثيرًا ما سمعتُ وقرأتُ التهوين من شأن النسخ الخطية المُتأخرة زمانًا، بالإطلاق والاستغراق، وهو شططٌ من القول، وظُلم بيِّن، ففي النسخ المُتأخرة فوائد منها أنها قد تكون منقولةً من أصل صحيح مسموع، وتحتفظُ بما على الأصل من سماعات وقراءات وتملُّكات، وقد تضيع النسخة الأصلية المنقولة منها فيبقى الفرع مُحتجنًا لِمَا على الأصل المنقول منه من سماعات وقراءات ومُقابلات، ومن أمثلة ذلك أنَّ الإمام الحافظ السيد محمد عبدالحي الكتاني الفاسي الحسني (ت: 1382) اسْتُنْسِخَت له نسخة من كتاب المصنف للإمام الحافظ عبدالرزاق بن همام الصنعاني (ت: 211) في المدينة النبوية المنورة، فلمَّا وصل إليه إلى المغرب قصد مكتبة ابزو التي كانت تحتفظ بنسخة أندلسية عتيقة من المُصنف المذكور، وقابل نسخته بالأصل المذكور حرفًا حرفًا، وصحَّحَ نسخته، فصارت فرعًا عن أُم.
ولا يُعلم اليوم مصيرُ النسخة العتيقة، فاحتفظتْ لنا النسخة الحديثة بِمَا على الأصل من مُقابلات وضبط.
ومن ذلك ما ورد على نسخة مكتبة مُراد مُلا برقم (330) من كتاب "الكفاية في معرفة أصول علم الرواية" للحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي (ت: 463) وفيها طباق سماع منقولة على الحافظ أبي الحسن علي بن المفضل المقدسي السكندري المالكي، بسماع صاحبه عليه الحافظ زكي الدين عبدالعظيم بن عبدالقوي المنذري، ولم أقف على أصل سماعه، لكن هذه النسخة المُتأخرة حفظت ذلك السماع وما فيها من معلومات تاريخية مهمة.
وقد تكون النسخة المُتأخرة نسخة عالم جهبذ في فنه، اعتنى بنسخته وقابلها على أصول نفيسة وصححها وضبطها وراجعها على عدة نسخ فلها ميزتها وأهميتها والله أعلم".
وقال د. محمد السريع: "ولنسخة "الكفاية" المذكورة فرع آخر استنسخه أبو بكر بن رستم الشرواني سنة (1103) بمدينة أدرنة، محفوظ اليوم ضمن مجموعة لاله لي برقم (387)، وذكر ناسخه أن الأصل نسخة قديمة تآكلت أوراقها.
وفرع ثالث غير مؤرخ في مجموعة حاجي سليم آغا برقم (149)، يتميز بنص الناسخ على أن الأصل بخط المنذري إلا ثلاثة أجزاء فبخط أبي طاهر السِّلفي.
ومن الواضح أنه أصل نفيس كان عمدةً للاستنساخ في المكتبات التركية، ولعله يظهر في بعضها -إن شاء الله-".
***
-السرقة العلمية:
أرسل إلي الأخ الفاضل محمد تقي من بنغلاديش: "نُشر في (ص: 54-57) من مجلة البلاغ (مجلة البلاغ الشهرية الصادرة من جامعة دار العلوم كراتشي، عدد ذي القعدة من ١٤٤٥/ يونيو ٢٠٢٤م) مقال موجز بعنوان "السرقة العلمية"، تحدث كاتبُه في أوله عن "البارق في قطع السارق" للسيوطي وطبعتكم، واقتبس نصوصًا من الكتاب ومِن مقدّمتكم له.
وشقيقتي ترجمتْ رسالتكم "ثقافة الرجوع عن الخطأ" إلى البنغالية، ويجري صفّها.. سأرسلُ لكم ملفّ العمل بعدما ينجز، إنْ شاء الله سبحانه.. وكنتُ أرشدتُها للعمل عليها، وسأراجعُ ترجمتها، وأنشرها من مؤسستنا (مؤسسة المعارف) إن شاء الله تعالى".
***
-وفيات:
توفي يوم الاثنين (23) مِن جمادى الأولى (1446) = (25/ 11 / 2024م) الشيخ عبود المشهداني في الفلوجة صاحب "تاريخ علماء الفلوجة". قال الدكتور عمر العاني: السيِّد عبود رحمه الله وأحسن إليه اشتكى بعد الغداء من ألم في صدره، فنام ولم يستيقظ.
وتوفي يوم الأربعاء ( 25 / 6 / 1446) الشيخ الفقيه المؤرخ أ.د. عبدالله بن محمد الطريقي صاحب "معجم مصنفات الحنابلة" وغيره، وصُلَّي عليه بعد صلاة العصر، في جامع الراجحي في حي الجزيرة، ودُفن في مقبرة النسيم.
وتوفي يوم الخميس (26) مِن جمادى الأولى (1446) = (28/ 11 / 2024م) الشيخ الدكتور محمد بالوالي رئيس المجلس العلمي المحلي بإقليم تاوريرت في المغرب سابقًا.
***
-صدى رثاء الوالدة:
نشرتُ يوم الثلاثاء (24) مِن جمادى الأولى (1446) = (26/ 11 / 2024م) قصيدتي في الوالدة:
سلامٌ عليك على مضجع ... أويت إليه ولم تفزعي
فقال الأخ الكريم الفاضل الشيخ عدنان الخانجي:
جمعتَ المعانيَ في أحرفٍ ... وأنت لفضلكَ لا تدعي
وذلك خُلْقٌ رُزقتَ به ... من الخالقِ الواهبِ الأرفعِ
وقال د. مصطفى العاني:
أثرتم شجون الحشا كامنًا ... وكم ثقلتْ بالشجى أضلعي
أحارُ مجيبًا على نظمكمْ ... فما مِنْ مجيبٍ سوى أدمعي
***
-جانب من الحب:
قال الأخ الفاضل محمد ياسر عبدالله: قال الشيخ العلامة المحقق عبدالفتاح أبو غدة أن شيخه العلامة الكبير السيد محمَّد يوسف البنوري -رحمهما الله تعالى- كان حينما يتشرّف بزيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يتكلّم بغير العربية طيلةَ إقامته بالمدينة المنورة على منوّرھا أفضل الصلاة والسلام.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع